ثقافة وفنون

مهرجان السينما بمراكش: نجاح فني وفشل إعلامي

لئن خفَت الجدل حول إقامة مهرجانات في دول لا تملك تقاليد صناعة سينمائية؛ فإن الجدل حول قيمة وأهمية ودور المهرجانات السينمائية العربية، بصورة عامة؛ لا يهدأ. وهذا الجدل يصل غالباً إلى حدود الانقسام في الرأي بين من يرى ضرورة إقامة هذه المهرجانات واستحداث غيرها على اعتبار أن المهرجان السينمائي يمثل محطة للاهتمام بالفن السابع، ويلعب دوراً في الارتقاء به وتوظيفه لأجل قيم الخير والجمال والسلام؛ ورأي آخر يعارض ما سبق، إذ يرى أن هذه المهرجانات تستنزف ميزانيات ضخمة، وهي، في غالبيتها، تتسم بطابع دعائي تجاري، ولا تنعكس بصورة إيجابية على الحراك السينمائي بسبب المحسوبية والزبونية.

مهرجان السينما بمراكش شهد عدم إحترافية الشركة المكلفة بالتواصل المسماة A3 لإنتقاءها لمنابر على أخرى مما يدل على عدم مراعاة العنصر الإحترافي حيث تم إقصاء مجموعة من المنابر بدون سبب في حين تلقت منابر اخرى دعوات لتغطية هذه التظاهرة الفنية والمعروفة على الصعيد الوطني. هذا الاقصاء في حد ذاته يتناقض مع أحد أهم الحقوق الدستورية، المتعلقة بالحق في الحصول على المعلومة واحترام حرية الإعلام في إطار التنوع والتعددية التي يتميز بها المشهد الصحفي في بلادنا.

إقصاء منابر إعلامية و صحفيين مهنيين ينم عن عشوائية في التنظيم و يطرح مجموعة من التساؤلات حول تعاقد المنظمين مع شركة هاوية خاصة بالتواصل، أم أن بعض مسؤولين مازالوا يتدخلون في انتقاء الصحفيين الذين يحضرون ، بهدف إقصاء آخرين يملكون من الجرأة ما يدفعهم لطرح قضايا و تساؤلات لا تعجب المسؤولين

ولعل من غرائب مهرجان السينما بمراكش لهذا السنة اعتماد صحفيين لا يفقهون مهنة الصحافة شيئا وليس لهم دراية بالمجال الفني بحيث تم إهمال المخرج الأمريكي المعروف ” مارتن سكورسيزي” الذي قدم أكثر عددا من أكثر الأعمال الفنية تميزا على الإطلاق في تاريخ السينما من ضمنها أيقونته الفنية « taxi drive » وفيلمه الحائز على جائز الأوسكار ” the departed “
فيما تسليط الضوء على المسمى ” مول الضحكة” الذي لم يعطي شيئا للفن المغربي سوى المواضيع التافهة التي لاتزيد ولا تنقص شيئا.

فإلى متى سنستمر في سياسة تقديس التفاهة وتجاهل أهل الإختصاص؟؟؟

 

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق