النهوض بالتشغيل وتحسين الخدمات الأساسية والبنيات التحتية وعود رؤساء منطقة غرب إفريقيا بالعام الجديد
حفلت خطابات عدد من رؤساء دول منطقة دول غرب إفريقيا بمناسبة العام الجديد، بوعود قوية بالنهوض بالتشغيل، وتحسين الخدمات الأساسية، والنهوض بالبنيات التحتية، من أجل جعل سنة 2018 سنة منجزات حقيقية لفائدة شعوب المنطقة.
وبدا واضحا من خلال هذه الخطابات حضور تشغيل الشباب كـ “أولوية مطلقة” في إشارة إلى التحديات الحقيقية التي يطرحها مشكل البطالة على دول المنطقة، إضافة إلى السعي الحثيث لرؤساء الدول على تعزيز الخدمات الأساسية والنهوض بالبنيات التحتية في مجالات متعددة من قبيل التعليم والصحة والطرق والسكك الحديدية.
وفي السنغال، أكد رئيس الدولة ماكي سال في خطابه الموجة للأمة بمناسبة سنة 2018، عن تخصيص غلاف مالي بقيمة 7ر45 مليون أورو (30 مليار فرنك إفريقي) للتشغيل الذاتي في صفوف الشباب والنساء سنة 2018، عبر الصندوق الوطني للمقاولات السريعة.
وقال ماكي سال إنه “كما هو الشأن بالنسبة للتعليم والتكوين، فإن تشغيل الشباب يظل أولوية وطنية. إنه موضوع المبادرة الجديدة للإدماج المهني التي تتوفر على صندوق وطني للمقاولة السريعة”، موضحا أن “30 مليار فرنك إفريقيا سيتم تخصيصها للتشغيل الذاتي للشباب والنساء وفق مساطر وطرق مبسطة، من أجل مواكبة ودعم مشاريعهم”.
ووعد الرئيس السنغالي، من جهة أخرى، بأن السنغال التي تسجل “للسنة الثالثة على التوالي أحد أفضل الأداءات الاقتصادية في إفريقيا” بمعدل نمو بنسبة 8ر6 في المائة سنة 2017، ستعرف نتائج اقتصادية مرضية بشكل أكبر، وذلك بالاستغلال القريب للموارد النفطية والغازية، مؤكدا أن هذه الموارد ستشكل موضوع “حكامة صارمة وشفافة لما فيه مصلحة الأجيال الحالية والمستقبلية”.
وفي الغابون، قال رئيس الدولة، على بونغو أونديمبا، في خطابه للأمة، إن “التشغيل يعد أولويتي المطلقة”، معلنا في هذا الصدد أنه قرر التفعيل العاجل لعدد من التدابير الأساسية، من قبيل “الإعفاء المؤقت من المساهمات الاجتماعية لكل فرصة شغل يتم توفيرها ابتداء من فاتح يناير 2018″.
وأوضح أن الأمر يتعلق ب”تدبير سيخصص لأي توظيف للغابونيين والغابونيات في جميع قطاعات الأنشطة. ومن المرتقب أن يمكن من إحداث 10 آلاف منصب شغل جديد في السنة”.
وأبرز الرئيس الغابوني أن المشغل سيستفيد من إعفاء من 50 في المائة من التكاليف الاجتماعي عند عملية التوظيف الأولى، و75 في المائة عند العملية الثانية، و100 بالمائة ابتداء من عملية التوظيف الثالثة”.
وفي قطاع التعليم، أعلن الرئيس أونديمبا أنه سيتم تزويد 94 مدرسة ثانوية ب30 حاسوبا لكل واحدة منها، مع ربط بشبكة الأنترنيت. كما سيتم إطلاق مخطط واسع لتجديد 92 مدرسة ابتدائية في العاصمة ليبروفيل، و697 مدرسة في باقي الاقاليم.
كما أعلن الرئيس الغابوني عن إحداث شبكة مصحات متنقلة في كل إقليم من أقاليم الغابون، وعن برنامج لمجانية عمليات وضع النساء الحوامل انطلاقا من الفصل الأول من سنة 2018.
من جانبه، استحضر الرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، في خطابه للأمة بمناسبة العام الجديد، أداء حكومته في مجال التشغيل للفترة 2015-2017، عبر ثلاثة برامج لفائدة تطوير كفاءات الشباب، والولوج للشغل وللمقاولة، وكذا لدعم التشغيل الذاتي، والتي استفاد منها أزيد من 200 ألف شاب.
وأكد واتارا دعوته للحكومة إلى إيلاء اهتمام خاص للاقتصاد الرقمي باعتبار وزنه الاقتصادي، وكذا لقدرته على تسريع التنمية وتحسين ظروف عيش الساكنة وإحداث مناصب شغل للشباب. كما دعا الرئيس الإيفواري الشباب إلى الاهتمام بالتكنولوجيات الحديثة التي توفر له الوسائل للتكوين ومنافسة باقي شباب العالم في سوق رقمي يتعولم أكثر فأكثر.
وفي بوركينا فاسو، أعلن الرئيس روش مارك كريسيان كابوري، في خطابه، على الخصوص، عن كون سنة 2018 ستعرف تفعيل نظام التأمين الشامل عن المرض، بما سيعزز التكفل بالأوضاع الصحية للساكنة.
كما أعلن عن إحداث المجلس الأعلى للحوار الاجتماعي الذي يعتبر بمثابة آلية للتشاور الدائم مع الشركاء الاجتماعيين، وانعقاد أول منتدى للجالية البوركينابية بالخارج، وتفعيل آلية تصويت أفرادها.
وفي نيجيريا، توقف الرئيس محمد بوهاري، في خطابه بمناسبة العام الجديد بالأساس عند مشاريع السكك الحديدية والطرق والطاقة “الطموحة” التي ستنفذ في عام 2018، حيث كرس هذا الخطاب بشكل رئيسي لإطلاع النيجيريين على الجهود المكثفة التي تبذلها إدارته لمعالجة العجز الهائل في البنية التحتية فى البلاد.
ووعد الرئيس بوهاري بأن الحكومة الفيدرالية ستحقق تقدما كبيرا في الدفع بمشاريع الطرق والسكك الحديدية والطاقة في جميع أنحاء البلاد.
ودعا الرئيس النيجيري في المقابل مواطنيه غير العاملين والحاصلين على شهادات، إلى الانخراط في تنفيذ أفكار المشاريع التي يحملونها وعدم انتظار الحكومة أو القطاع الخاص المهيكل لتوفير فرص الشغل، قائلا إن “الأمم العظيمة تبنى على يد سكانها المقاولين الذين يشتغلون وفق أي شيء تمليه الظروف”.