مجتمع

كفانا جهلا ولنلزم بيوتنا

استفاق المغاربة صباح يومه الأحد على مشاهد تبعث الاستياء و الحصرة في قلب كل مغربي غيور على بلده وعلى أهله، بل في نفس كل من يتمتع بضرة إيمان تعلم بموجبها أن الإلقاء بالنفس للتهلكة هو شيء محرم في ديننا الذي خرج بموجبه العشرات ليدعون ويتذرعون لله عز وجل ليرفع عنا هذا البلاء.

لقد شهد جميع المغاربة بل والعالم بأسره مقاطع فيديو وهي تظهر العشرات من الأفراد متجمهرين ويكبرون ويحمدون ويسبحون في خرق صارخ لتعليمات أولي الأمر وفي مخالفة واضحة لتعاليم ديننا الحنيف، وأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام والذي روي عنه قوله:فِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنْ الْأَسَدِ» (رواه الإمام أحمد وحديث :« إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ (يعني: الطاعون) بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه» (رواه البخاري ومسلم).

إن المتأمل في الحديث الأخير، يدرك بغير الحاجة لتفقه كبير في الدين أن مثل هذه السلوكات محرمة في ديننا، هذا دون الحديث عن ما في الجهر بالتكبير من مخالفة شرعية ولنترك ذلك لأهل الاختصاص.

أكيد أن القاعدة الفيزيائية تنص على أنه “لكل قوة فعلٍ قوة رد فعلٍ مساوية، وأنا أعتقد أن خروج هؤلاء والذي لا نبرره إنما جاء كرد فعل على الفعل الذي دعا له مجموعة من الفنانين والمشاهير والذين نحتاجهم الآن لمساعدة الوطن حقيقة على الخروج من هذه الأزمة التي ألمت به، لا أن يدعو الناس للخروج من الشرفات والنوافذ لأداء النشيد الوطني وإشعال أضواء الهواتف، ويقال لدعم الأطقم الصحية والسلطات فيما تقوم به، إن أفضل دعم لهؤلاء هو بالبقاء في المنازل والتباع نصائحهم وإرشاداتهم حتى نستطيع كبح جماح عدو لا نعلم عنه الشيء الكثير إلا كونه كل يوم يودي بحيات المئات عبر العالم.

أخيرا، نتمنى أن لا يتكرر مثل هذا السلوك الأرعن حتى لا يقتلنا الندم يوم لا ينفع ندم.

 

عثمان محسن.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق