نحو إدراج فن الملحون ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للانسانية
أكد وزير الثقافة والاتصال محمد الاعرج أمس الثلاثاء بالرباط أن الوزارة بادرت بشراكة مع أكاديمية المملكة المغربية إلى تحضير ملف ترشيح فن الملحون في أفق تسجيله كتراث إنساني ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.
وأوضح الاعرج، الذي كان يتحدث خلال لقاء تشاوري حول المشروع المتعلق بتسجيل فن الملحون في لائحة التراث اللامادي لليونسكو، أن فن الملحون شكل إرثا حضاريا مغربيا مهما يعكس هوية وثقافة المغاربة كافة ، مشيرا إلى أن هذا الفن “نبع من صميم المجتمع المغربي من خلال إبداعات الحرفيين الذين استطاعوا إغناء الرصيد الثقافي الوطني بشكل يدعونا اليوم إلى رد الاعتبار لهم عبر تثمين هذا التراث وإعطائه المكانة التي يستحقها”.
وأضاف الوزير أن هذا الفن الاصيل المنبثق من وحي مكونات المجتمع ساهم في بناء الشخصية المغربية من خلال تناوله لشتى مناحي الحياة التي تعكس تمثلات المجتمع المغربي، ومسايرته للتطور التاريخي والثقافي عبر قرون، مؤكدا أن فن الملحون لازال إلى اليوم يساير تطور الحياة العصرية ويمثل المرآة الصادقة التي تعكس هموم الناس البسطاء.
وعلى هذا الأساس، يقول الاعرج، شكل الملحون بشعره وشعرائه ومغنيه وفرقه، إرثا حضاريا يفتخر به المغاربة، بل ويساهم في ربط أواصر ووشائج العلاقات الاجتماعية وترسيخ التلاحم الاجتماعي، مما يجعله فنا يستجيب كليا لتعريف التراث الثقافي غير المادي كما ورد في اتفاقية اليونسكو لسنة 2003 المتعلقة بصون التراث الثقافي غير المادي التي صادق عليها المغرب منذ عام 2006.
وأكد أن وزارة الثقافة والاتصال تعمل جاهدة على تفعيل هذه الاتفاقية من خلال التعريف والتوعية بهذا الشق المهم من التراث الوطني، من خلال جرده وتوثيقه وأيضا من خلال تقديم ترشيحات لعناصره التراثية الاصيلة والمتميزة قصد تسجيلها ضمن لوائح اليونسكو لإعطائها بعدا إنسانيا وتقاسمها مع كافة الشعوب.
من جانبه، أبرز رئيس لجن الملحون وعضو أكاديمية المملكة المغربية عباس الجيراري أهمية هذا اللقاء العلمي والثقافي لمناقشة التدابير الواجب اتخاذها لتسجيل فن الملحون ضمن لائحة التراث الانساني غير المادي لليونسكو، مؤكدا أن أكاديمية المملكة تبذل جهودا حثيثة لصيانة هذا النمط الموسيقي الاصيل.
وأوضح في هذا الاطار أن الاكاديمية انكبت منذ 12 عاما على تجميع قصائد شيوخ الملحون المتناثرة في أنحاء المغرب ونشر الديوان الشعري العاشر، مشيرا إلى أن “موسوعة الملحون” ستواصل أبحاثها من أجل إدراج هذا الفن كتراث إنساني عالمي لدى اليونسكو.
وشارك في هذا اللقاء التشاوري رؤساء الفرق والجمعيات والشعراء والباحثون والمهتمون بفن الملحون من كل مناطق المغرب بغية التحسيس للانخراط في هذا المشروع الوطني العام.