رياضة

“الوينرز” يدعو إلى التريث قبل حسم مصير الدوري‎

طالب فصيل “أولتراس وينرز” المساند لفريق الوداد الرياضي مسؤولي الجامعة الملكية بعدم التسرع في أخذ قرار استئناف الدوري، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
واستغرب الفصيل في بلاغ رسمي نشره عبر صفحته الرسمية على “الفايسبوك” تماطل الجامعة في حسم مصير مباراة الرجاء الرياضي والدفاع الحسني الجديدي، وعلق على ذلك بالمثل المصري: “شر البلية ما يضحك”.
وفيما يلي بلاغ الوينرز:
بأي حال أتيت يا سنة 2020!؟
“لئن كان في أعراف الناس قديما أن يطلقوا بعض الألقاب و المسميات لتأريخ بعض السنوات التي شهدت أحداثا ميزتها عن غيرها {كعام الفيل مثلا حينما حشد أبرهة الحبشي جيشه ليهدم الكعبة و فيه أيضا ولد خير البشر عليه الصلاة و السلام. أو كأعوام ما فتئنا نسمع عنها في مغربنا الحبيب كعام البون و عام الحلبة و عام الجوع و غيرها من أساطير الأجداد و الجدات في هذا الصدد و التي لا حصر لها و لا نهاية}. فإن عامنا هذا هو عام كورونا عند عموم الناس، و عند الرأي العام الرياضي هو «عام الفضائح و الزلازل الكروية» بامتياز.
إن قمنا ببحث بسيط عن تاريخ كرة القدم فسنصل إلى أن الفكرة جاءت من حركة [ركل الأشياء بالقدم]. ظلت الأشياء تُركل عبر مرور السنوات و وفق قوانين معينة: من عظام إلى جلود إلى مطاط، حتى وصلت هذه الرياضة إلى مغربنا الحبيب حيث ابتكرنا طريقة جديدة لم يعد فيها ركل الكرة هو الأساس و إنما ركل “القوانين” و قذفها و مداعبتها و التلاعب بها هو الأهم.
كرة القدم كغيرها من بقية المنافسات و العروض الرياضية و الثقافية و الفنية و الفرجوية خُلِقت من أجل الجماهير، من أجل متعتهم و فرجتهم و تهييج حماسهم و تأجيج عواطفهم. و الجماهير بدورها هي الضامنة و الساهرة على استمرار هذه الفرجة في مختلف الميادين و المراكز و المنشآت، بدعمها المادي عبر اقتناء التذاكر و المنتوجات، و تشكيل الشعبية التي تذر على الأندية و غيرها من صناع الفرجة المالَ و الأعمالَ. فكان من الأولى إشراكها في اتخاذ القرار أو على الأقل في التعبير عن رأيها وسط كل هذه المستجدات و ليس تغييبها كليا و كأنها مجرد دمى ليس من حقها سوى الإنفاق من جيوبها و الهتاف بأفواهها و كفى.
و في ظل ما يعيشه العالم اليوم تحت وطأة فيروس كورونا، لاحظنا بشكل لا يتطلب إمعانا أو طول تأمل و تدبر و تفكر تباينا واضحا في القرارات و الآراء في ما يخص الإجراءات المتبعة من طرف اتحادات كرة القدم في المعمور. فهنا تجد اتحادات آثرت سلامة شعوبها و لبنات مجتمعها و اعتبرت الإنسان أغلى ثروات الوطن، و هناك ترى اتحادات جشعة انساقت و ركضت خلف أهواء و أطماع و رغبات الشركات الرأسمالية المتوحشة التي لا تعير الإنسان أي قيمة و لا تبوئه أي مكانة محترمة. و حتى لو تقررت عودة البطولة بحضور الجماهير، فهذا في نظرنا ليس الحل الأنسب في هاته الظرفية الحرجة.
بين هؤلاء و هؤلاء، وقف فوزي لقجع في مكان كالأعراف، يتخبط بين إعلان نهاية البطولة و توقيفها أو تحديد المراكز إسوة بالنموذج الذي لطالما اتبعته جل الوزارات المغربية (كالتعليم و الصحة و حتى الرياضة ما عدا كرة القدم) و بين التماطل و التسويف و ربح الوقت استجابة لتدخلات بعض الطيور السياسية و توغلها في المشهد الكروي لصالح نادٍ محدد و معين!
لذلك نرى -كمجموعة أولتراس- أنه يجب التريث و عدم التسرع في اتخاذ قرار عودة البطولة احتراما لعائلات الضحايا أولا، و احتراما لنفسيات من فقدوا وظائفهم و تقديرا لمشاعر من توقفت مقاولاتهم و مشاريعهم و عرفانا لشغف من قدموا الغالي و النفيس من أجل تطوير كرة القدم في بلادنا.
فلا المجسمات الكرتونية التي بها وجوه أشخاص و لا مكبرات الصوت التي تبث أهازيج الجمهور قادرة على تعويض الحضور الفعلي للجمهور. فالجمهور أكثر من مجرد أجساد تملأ الملعب و الجمهور أكثر من صوت يكسر جدار الصمت بالملاعب و الجمهور أكثر من كل ما تتصورون لكنكم لا تعلمون.
و في النهاية ندعوا كافة لَبِنات المشهد الكروي المغربي إلى ضبط النفس و تهدئة الأعصاب و التحكم فيها تجنبا لأي مضاعفات أو أزمات صحية ستصاحب ضحككم الهيستيري على جامعة تُحضّر بمختلف لجانها لقرار غير محسوب -وفق الظروف الراهنة- يقضي بعودة منافسات البطولة إلى الواجهة… هي التي لم تستطع أن تتخذ قرارا بسيطا بشأن مباراة واحدة لا يزال حكمها عالقا مبهما طيلة شهور من أصل 240 لقاء في البطولة!
صدق المثل الشائع القائل : {شر البلية ما يضحك}!”
فدائيو الوداد
عبد الجليل حنين (ص.م)

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق