مجتمع

الحاج السايح …. وداعا

في غفلة منا و من الزمن غيب الموت الحاج السايح الركراكي ، و في رحيل الرجل تودع كرة القدم الوطنية مسيرا من الرعيل الأول الذي خدم الإدارة في العصبة …

الحاج السايح إستنشق أولى النفحات سنة 1937 من عائلة تمتد جذورها إلى زاوية شرفاء ركراكة بالصويرة ، و إرتبط بمدار كرة القدم عبر صداقة والده مع أحمد النتيفي سنة 1958 و إلتحق بإدارة عصبة الشاوية في المقر الأول ل جامعة كرة القدم في / Rue de l’orloge / زنقة علال بنعبدالله حاليا و إشتغل رفقة رواد محنكين في إدارة الرياضة آنذاك عبد الرحمن الصحفي – بوشعيب أرسلان- بوشعيب الشطيني تحت إشراف عمر بوستة رئيسا للجامعة و أحمد النتيفي رئيسا ل عصبة الشاوية .. و عاش الحاج السايح تحول الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى المقر الجديد في الستينيات Rue du mont d’urville / زنقة البكري حاليا ، المقر – الملك الذي إشترته الجامعة في زمن عز الدين بنجلون – أمين مال الجامعة و الجنرال حسني بنسليمان – المنذوب السامي للرياضة …
وأنذر الحاج السايح حياته خدمة لكرة القدم في إدارة العصبة مشرفا على رخص اللاعبين و المؤطرين و مؤمنا التواصل و التنسيق مع الجامعة في الرباط حيث تحضير الوثائق و تذاكر المباريات ، و عايش جميع المكاتب التي تعاقبت على تسيير المؤسسة – رؤساؤها:
أحمد النتيفي – عبد القادر طنان – محمد جعيدان – لحسن بلحسين – مولاي عبد الله العلوي لمدغري- مصطفى الناجي – عبد الهادي إصلاح – محمد جودار …و جسد إستمرارية السكرتارية و الإدارة و تأمين خدمات و مصالح الأندية في مختلف الفئات و الأقسام في الشاوية …أمينا و حريصا على الوثائق و المستندات و ما تحمله المكاتب …و جاوره إداريون إعتمادا على تجربته بإعتباره مرجعا : سعيد بوزرواطة- محمد منصف – بوشعيب مخلص – ناصر أمسهول – عزوز لمرابط – عبد اللطيف ملهوف – علي بنونة- عبد القادر الشطيني – الحسن بنعبد الرزاق – العميري ( توفي في مقر العصبة يقوم بالواجب ) – طارق البوعزاوي – محمد العماري …
و ظل الحاج السايح وفيا لإدارة و سكرتارية الكرة يعتكف في مقر العصبة متميزا بالهدوء و التفاني و النخوة القيم الإنسانية التي يتقاسمها مع طاقم الإدارة رجالا و نساء الذين يستحمون بطلعته البهية كل صباح …
السايح الركراكي أريد له أن يؤدي مناسك الحج في أواخر الخمسينيات في رحلة من تونس إلى الحرم الشريف مشيا …و نهل الكثير من تجارب الحياة و بصم مسارا حياتيا ناجحا في الأسرة و في المحيط حيث الأصدقاء و رفاق الدرب في فضاءات الرياضة …و حافظ على البهاء و النقاء حتى الرحيل …قال لنا وداعا و هو يبتسم …
فماذا علمنا السي الحاج السايح الركراكي من خلال مدة أكثر من نصف قرن من الزمن أطر فيها إدارة العصبة / الشاوية – الدار البيضاء الكبرى / ؟؟ مساحة زمنية تميز فيها الرجل نمودجا للإداري – الرياضي – في التضحية و الإلتزام و الأمانة …رجل إستثنائي بصم المسار بالحب و الإحترام…
وداعا السي الحاج السايح …لن ننساك .
محمد أبوسهل

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق