عمود رأي

تاكسي “لا ما غاديش لديك البلاصة”..!

هذه هي العبارة الأشهر والأكثر استفزازا التي أصبح بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة يجيبون بها زبائن محطتي الدار البيضاء المسافرين والدار البيضاء الميناء، في انتهاك صريح لأحقية الزبون بالذهاب إلى حيث يريد.

منذ أن تغادر محطة القطار وتدلف إلى الخارج تجد أمامك عشرات السائقين وطوابير مركونة من سيارات الأجرة الحمراء الفاقع لونها، والمُحَدَّدَةِ وِجهتها مسبقا من سائقيها. ويبقى أمامك أنت الاختيار واتخاذ القرار في أن تذهب إلى حيث يريد السائق أو تدخل في سجال وجدال معه. والأكثر من هذا عليك أن تركب السيارة وتنتظر حتى يستوفي عدد الراكبين ثلاثة أشخاص قبل الانطلاق.

تصرفات سائقي سيارات الأجرة الصغيرة أصبحت تقض مضجع المواطنين الذين يواجهون مشكلا حقيقيا في محطات الدار البيضاء، وأمام كل هذا يتساءل البعض عما يقوله القانون في هذا الجانب، وهل يملك السائق كل هذه السلطة والصلاحيات في تحديد الوجهة، ومن يراقب تصرفات هؤلاء وأين الجهات المعنية مما يحدث خصوصا في أوقات الذروة والزحام؟

يقول أحد المواطنين الذين التقتهم le7tv “علينا أن نعترف أننا أمام واقعة غريبة تجعلنا نتأفف مما يحصل ونتأسف فَسابقا لم يكن جواز السماح بسياقة سيارة الأجرة يناله إلا ذو حظ عظيم وثقة كبيرة، مع تحديد مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في السائق، منها اللباس وحسن السلوك والمعاملة واللباقة في التحدث مع الزبون والأمانة، غير أننا اليوم صرنا نشاهد بعض المتهورين يمارسون هواية السباق في الإشارات الضوئية أحيانا وأحيانا أخرى يكسرونها، إلى جانب قيادتهم السريعة بالزبون وهو ما قد يشكل خطرا على الراكب”.

زبون آخر اشتكى من الطريقة الفجة التي يتعامل بها السائقون في هذه المحطات، وكيف تحول هؤلاء إلى “شناقة” يختارون الوجهة التي تناسبهم وليذهب المواطن إلى الجحيم يضيف ساخرا.

وفي اتصال هاتفي بأحد سائقي سيارات الأجرة رفض الكشف عن اسمه قال لنا “أن هذه المهنة لها قانونها الذي يحمي الزبون أولا من أي شيء قد يضايقه، وأنه هو من يحدد الوجهة لا السائق على اعتبار أن سيارة الأجرة وُضِعت رهن إشارة الزبون وهي نقل عمومي ومن حق الجميع اختيار وجهاتهم لا وجهة السائق، مع الانتباه إلى تشغيل العداد وتذكير السائق به في حال نسي أو تناسى يضيف ضاحكا.

مشاهد أخرى عاينتها le7tv خارج محطة الدار البيضاء الميناء لأسرة تتكون من ثلاثة أشخاص، رفض السائقون نقلهم إلى وجهتهم وبدون مُسَوِّغٍ قانوني، كما عاينا سيدة تتنقل كل يوم بين سلا والبيضاء والتي صرحت لنا بكثير من الألم والسخط على أن هذه الممارسات التي تسيء للقطاع كله، متسائلة “فين عايشين وفين هي الرحمة والأرزاق بيد الله” قبل أن تضيف “هذا راه تاكسي ابيض ماشي احمر”.

الشمس تميل للغروب، والصوت القادم من داخل المحطة يُنبئ بوصول قطار آخر وقريبا سيبدأ نفس السجال المتكرر في انتظار أن يضع أحدهم حدا لهذه الممارسات، وعند رحيلنا قصدنا سيارة أجرة ثم تذكرنا أن الوجهة محددة مسبقا وصوت زبون يتعالى من هناك ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

حمزة لخضر

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close