عمود رأي

كورونا تمنع حجاج بيت الله من لمس الكعبة ومقام إبراهيم

لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك..إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك..

بهذه الكلمات المستسلمة لله لبّى حجاج بيت الله الحرام على قلتهم نداء الحج لهذا العام الاستثنائي في كل شيء.

قلة قليلة ممن اصطفاهم الله لِيُعَمِّروا بيته ويؤدوا المناسك ويسعون بين الصفا والمروة ويقفون مبتهلين خاشعين بصعيد عرفات الطاهر في موسم سيبقى شاهدا على حقبة اسمها كورونا.

ولأول مرة في التاريخ الحديث ملايين الحجاج من خارج السعودية لن يشاركوا في مناسك الحج هذا العام بسبب المخاوف من الفيروس، علما أن 2.5 مليون شخص أدوا الشعائر المقدسة العام الماضي. وسيشارك فقط 10آلاف كلهم قدموا من داخل المملكة العربية السعودية 70% منهم من المقيمين والبقية من المواطنين السعوديين.

لقد سبق حج هذا العام تعقيم للكعبة المشرفة وتطييبُها بالعود الفاخر، مع التشديد على إجراءات التباعد الاجتماعي من خلال تحديد أماكن المصلين والمسارات التي عليهم احترامها حتى يمر حج هذا العام آمنا مطمئنا لا خوف على حجاجه ولا هم مُصابون.

إجراءات أخرى استثنائية سترافق حجاج بيت الله الحرام هذا العام، فلمس الكعبة المشرفة محظور وممنوع ومسافة الأمان المحددة في 1.5 بين المصلين ضرورية وإجبارية، بالإضافة إلى تعقيم كل مستلزمات الحجاج مثل الإحرام الطبي وحصى الجمرات والكمامات والسجادات والمظلات وحتى مخيمات مِنى.

المشاهد القادمة من بلاد الحرمين غاب عنها ولأول مرة التدافع عند مقام إبراهيم الذي قامت السلطات بتغليفه بقماش أسود مطرز بالذهب، وحظرت لمسه حفاظا على أمن وسلامة الحجاج.

على مدى عشرات القرون شهد صعيد عرفات الطاهر زحاما كبيرا من الذين اختارهم الله ليرضى عنهم، وليشدوا الرحال إليه على اعتباره الركن الأعظم في الحج، وهاهو اليوم يشهد أعدادا محصورة وسط تطبيق إجراءات احترازية صارمة لمنع تفشي فيروس كورونا في صفوف ضيوف الرحمن.

وإذ يقف الذين كُتِبَ لهم حج هذا العام والوقوف بين يدي الرحمن مبتهلين خاشعين ورافعين أكُفَّ الضراعة إليه برفع الوباء وجلاء هذا البلاء وأن يلطف بما جرت به المقادير، تقف جموع أخرى متفرقة في أنحاء العالم الإسلامي وهي تدعوه كذلك أن يرزقها حجه العام القادم، وأن لا يحرم وجهها الصلاة في تلك البقاع المقدسة وأن يمنحها فرصة لزيارة كعبته المشرفة وتقبيل الحجر الأسود وعبادة رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.

هذه أمنية الكثيرين في زيارة هذا المقام الشريف للطواف والابتهال والترديد بلسان ذاكر لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك..إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك..

حمزة لخضر

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق