هل فعلتها إسرائيل أم حزب الله وما ذنب بيروت لتحترق هكذا..؟
سيناريو الموت العبثي وتساؤلات..
مرَّة أخرى تتوشح لبنان بالسواد، ومرة أخرى يُنْصَبُ صِوان العزاء الذي لا يغادر مكانه بهذا الشرق الأوسط الذي لا تكاد تهدأ بقعة فيه حتى تستيقظ أخرى وبصورة أشدُّ إيلامًا واحتراقا.
ومثل بريء يريد فقط أن يعيش يتساءل المواطن اللبناني اليوم قائلا :مالذي يحدث لنا..ما بال وجوهنا شاحبة هكذا..؟
ألن نبرح صوان العزاء الكبير هذا لنعرج على فرح في المنعطف الآخر من الحياة..؟
إلى متى ستظل هذه الظلال المقيتة تخوض حربا ضدنا و ضد ورودنا و زهورنا و أقلامنا و ناياتنا و علب سجائرنا و فناجين قهوتنا..؟
إلى متى سيظل أصحاب الأسود الذي يليق بهم يلاحقوننا..و يلاحقون أطفالنا و حقائبهم المدرسية ليمزقوا وزراتهم البيضاء و الزرقاء المليئة بالأحلام و يلبسوهم أحزمتهم الناسفة بالحقد و الكراهية و يستبدلون علب “شكولاتاتهم” بعلب متفجرة و مشتعلة تكاد تميز من الغيظ..؟
إلى متى سيظل أصحاب الشريعة الضالة و المنهج الشيطاني المقيت عاكفين على سبي أحلامنا و استباحة شمسنا و قص خيوط فجرنا..؟
ألم يأن لهؤلاء أن تخشع قلوبهم لدفئ الشمس و الإيمان بالحياة و بالإنسان و بهم أيضا..؟
الانفجار الذي هز جنبات عروس لبنان بيروت وأحال بياض ثوب زفافها إلى لون أحمر قاتم وكئيب، أعاد إلى الأذهان لحظة إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناكازاكي ، ولأننا في زمن الهواتف الذكية والكاميرات المحمولة شاهد العالم أجمع قوة الانفجار وموجاته الصادمة التي بلغ مداها 10 كيلومترات، متسببا في جرح وإصابة 2700 شخص وسقوط 70 شهيدا، مؤكدة على بشاعة ما يصنعه الإنسان وعلى أنه أكثر المخلوقات أذية على ظهر هذا الكوكب.
خبراء..هل فعلتها إسرائيل أم حزب الله..؟
الخبير العسكري اللبناني والعميد المتقاعد خليل الحلو، في حديث لـ”العين الإخبارية” استبعد أن يكون انفجار مرفأ بيروت قد نجم عن وجود مفرقعات موضحا أنه “لا يستبعد أن يكون الانفجار قد نجم عن قصف أو انفجار مواد خام متفجرة” مضيفا أن هناك بعض المؤشرات التي قد تكشف إمكانية أن يكون ما حصل نتيجة قصف إسرائيلي.
فيما ذهب المحلل والصحفي اللبناني فادي عاكوم إلى وضع احتمالين بحسب”العين الإخبارية” وأن هناك سيناريوهين اثنين أساسين، الأول هو وجود أسلحة لحزب الله وتفجيرها من جانب إسرائيل سواء من خلال عبوة ناسفة أو طائرة مسيرة، مما يفتح جدلا حول سلاح حزب الله وضرورة تسليمه للدولة اللبنانية، وحصر قرار الحرب والسلم والتسليح بيد الجيش اللبناني وحده”.
أما السيناريو الآخر، فهو “فرضية وجود بعض المواد المتفجرة مثل نترات الألومنيوم، وهذا السيناريو الأقرب وفق عاكوم، حيث تم تسريب معلومات بأن المستودع كان يحوي 2700 طن لهذه المواد الخطرة المحرمة دوليا، ويبقى السؤال من يقف وراء بقاءها طيلة هذه الفترة رغم وجود قرار قضائي علني بضبطها منذ عام 2014”.
يا نارُ كوني بردا وسلاما على بيروت..
ومهما كان المسؤول عما حدث فلبنان والأبرياء هم من يدفعون ثمن صراعات المذاهب والطوائف والعشائر والأديان التي جاءت لتوحد الناس قبل أن يعبث بها من يدعون زورا وبهتانا أنهم رجال دين ويحولوها إلى أديان مفخخة وملغومة.
ولعل هذه التدوينة على فايسبوك لأحمد نبيل عميرة تلخص هول ما حدث في سطور وتجعلنا جميعا نتساءل عن بشاعة الموت العبثي الذي يطال المنطقة العربية ولأسباب شتى منها الدين والمذهب والمعتقدات والبترول والحسابات الضيقة التي يذهب ضحيتها الأبرياء.
يقول هذا الرجل “مقاطع فيديوهات الناس وهي تتفاجأ بالإنفجار أثناء أداء مهامها الاعتيادية قاتلة للنفس! هناك من يقود سيارته، هناك من تنظف بيتها، هناك من يُطعم طفله، يأتيهم الصوت المتفجر أولا فينتبهوا مذعورين، ثم يغمرهم فتات الزجاج المهشم كالشلال ليرديهم أسرى الضعف والهشاشة والتصاغر أمام المجهول.
هذه مقاطع تصيبك بالذعر لأنك قد ترى فيها نفسك، وتتساءل: هل يمكن حقاً لكل شيء أن ينتهي، هكذا، بلا ثمن وبلا مقدمات؟”..
سؤال مخيف وواقعي قد يجعل الكثيرين يعيدون حساباتهم، ويجعلنا كذلك نتساءل هل سيشهد اللبنانيون محاكمة عادلة للذي لطخ ثوب بيروت الأبيض وحاول قتل فرحتها..؟
أم أن التحقيقات الطويلة ستذهب بنَفس اللبنانيين الذين يجاهدون داخل وطن أعادته الظروف إلى زمن المقايضة فظهرت على مواقع التواصل مقايضات للأثاث المنزلي مقابل زجاجة حليب لطفل لا يريد شيئا سوى أن يعيش..ووالداه يعلموناه جهرا أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!!
حمزة لخضر
مصادر التحليل العسكري والصحفي مقتبسة من جريدة العين الإخبارية