رياضة

البارصا..ساعة ونصف في الجحيم..!!

 حمزة لخضر يكتب..

إنها الثامنة بتوقيت البايرن ودقيقتين برشلونيتين.

هكذا رد أحد مشجعي الفريق الألماني بايرن ميونيخ على مشجع كتلاني كان يحسب الدقائق التي بدت له طويلة لنهاية مباراة ستظل في أذهان البرشلونيين لأمد بعيد.
حتى أسوء المتشائمين من البارصا لم يتوقعوا خسارة مذلة بهذا الشكل، وحتى أكثر المتفائلين من البايرن لم يعتقدوا أن تكون ليلة فريقهم حافلة بالأهداف، وبدلا من التنافسية تحول اللقاء إلى ما يشبه الاستعراض والرقص على جثة ميت.

إرحموا عزيز قوم ذل صرخ أحد المشجعين في تدوينة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى السيل الغزير من الأهداف وطوفان اللون الأحمر الذي ذهب بألوان البارصا وحولهم في لحظة إلى خُشُبٍ مُسنَّدة.
ملعب النور في لشبونة البرتغالية تحول إلى ظلام دامس في عيون لاعبي وعشاق الفريق الكتلاني، بعد أن قص توماس مولر شريط احتفالية البايرن في الدقيقة الرابعة، لتتوالى الأهداف والحملات والقذفات والانسلالات، أمام غياب وضعف الدفاع الكتالاني الذي بدا مفتوحا على مصراعيه، فأصبحت كل الطرق تؤدي نحو شباك “شتيغن”..

ولعل البارصا كان في حاجة إلى هزة عنيفة ليجلس مسؤولوه على طاولة التغيير لإصلاح ما يمكن إصلاحه وتسريح من يمكن تسريحه واستقدام أقدام أخرى قد تعيد بلمستها هيبة البارصا التي ذهبت في ليلة سقوطه على أرض برتغالية، وشهد العالم هذا السقوط الحر والمدوي والأليم..

هل نسميها النكسة أم نسميها النكبة أم نسميها الفضيحة أم نسميه العار الذي سيعلق طويلا بتلابيب فريق من طينة برشلونة، ولا نبالغ فجميع نجومه كانوا حاضرين على الأرض غائبين على مستوى الأداء يسبحون في ملكوت الله، ومن شاهد وتابع هذه الغزوة البافارية المباركة وهذا الفتح المبين لفريق يقال أنه فوق الهزيمة سيقول بأن ميسي رفع يديه في غفلة من الجميع يدعو بأن ينتهي هذا الطوفان الذي ذهب بعفة البارصا وفض بكارة شباكها وجعلها مثال سوءٍ بين العالمين..

وأمام ضعف واستكانة البارصا ظهرت شخصية البايرن القوية التي فرضت الأمر الواقع، فألهبت حماس الجماهير وأجهزت على ما تبقى من “المرينغي”، مؤكدة على أن هدفين لا يكفيان فريقا من حجم الفريق الألماني فعاودت التهديف وأثخنت جسد رفاق ميسي وسواريز بجراح يصعب رتقها ومحو آثارها ولو بعملية ليزر عند أشهر الجراحين في كوكب زحل..

الصحف الأسبانية لم ترحم البارصا فخرجت العناوين الثقيلة التي قيمت أداء المدرب مانحة إياه صفرا من عشرة، فيما منحت آخرين واحدًا من عشرة، واستخدمت عبارات “المذلة والعار ونهاية حقبة والجحيم” وغيرها من مفردات الهزيمة للضغط على إدارة البارصا من أجل تغيير جذري، سيكون كبش فدائه الأول المدرب “كيكي سيتين”، وقد تلحقه أسماء أخرى ظلت طويلا خارج حسابات الرحيل منها جيرارد بيكيه الذي أبدى استعداده للرحيل وسواريز صاحب الهدف الذي لن يغني عنه من غضب الجماهير والصحافة شيئا..

ويظل أقسى ما قيل في حق البارصا هو ما جاء في صحيفة “سبورت” الكتالونية، التي وجهت انتقادات لاذعة في حق الفريق، قائلة إن البرصا ظهر أمام بايرن بدون روح أو كرامة أو كرة قدم..

وفي الوقت الذي تحاشى فيه الجميع الحديث عن ميسي، نقول للبرغوث الأرجنتيني أن الدوام لله يا “ليو” وأنه لا رادّ لطوفان البايرن..

مباراة للإنتشاء والاحتفال للفريق الألماني فيما هي للكطالان للنسيان وللذكرى الأليمة.. مباراة ذهبت بكثير من هيبة البارصا وخدشت واجِهَتَهُ الفولاذية وأكدت أنه لا أحد فوق غرائبية الساحرة المستديرة، وأن عجائب الدنيا قد لا تكون سَبْعاً وأن البارصا فريق قابل للهزيمة بثمانية أهداف في مباراة من 90 دقيقة لا أكثر وبدون الحاجة إلى إضافة وقت بدل الضائع..

قم عزيزي لقد تأخر الوقت..إنها الثامنة بتوقيت البايرن ودقيقتين برشلونيتين

 

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق