رياضة

“عبد القادر جلال” مربي الأجيال الذي ساهم بالغالي والنفيس للنهوض بالكرة الوطنية

نستحضر اليوم الذكرى 23 لوفاة الأب الروحي لنادي الرجاء الرياضي الحاج عبد القادر جلال، الرجل الذي أفنى حياته في خدمة كرة القدم والرياضة المغربية بصفة عامة.

ولد عبد القادر جلال سنة 1922 بأحد أزقة المدينة القديمة بالدار البيضاء، وبدأ حياته الكروية في سن مبكرة بفريق إيديال الذي جاور من خلاله أيقونة كرة القدم الوطنية العربي بن مبارك.

والتحق المرحوم بعد ذلك بنادي الوداد الرياضي الذي كان حديث التأسيس، وقضى به 11 سنة تألق من خلالها كحارس مرمى، إذ لقبته الجماهير بالعزبة لأنه نجح في الحفاظ على نظافة شباك الفريق لمدة طويلة.

ولعب عبد القادر جلال مع أسماء شامخة نقشت إسمها بأحرف من ذهب في كتب تاريخ القلعة الحمراء كسالم امحيمدات، ولد عايشة، الشتوكي، كما تدرب على يد عميد المدربين والمؤطرين المغاربة محمد بن الحسن التونسي العفاني الشهير بالأب جيكو.

ويعتبر الفقيد من المساهمين في تأسيس الرجاء بعد مغادرته للوداد رفقة بوجمعة الكادري ومحمد الناوي وحسن الصقلي والعشفوبي البوعزاوي وحميدو الوطني وسي الداودي…

كان الرجل عاشقا لمجال التكوين والتأطير، ولن نبالغ إذا قلنا بأنه صنع أجيالا كثيرة سحرت الجماهير بعروضها الكروية الراقية من 1956 لغاية تسعينيات القرن الماضي، كما جلب مواهبا فذة أصبحت فيما بعد رموزا تاريخية للخضر على رأسها المرحوم حميد بهيج ومحمد جرير حمان وعبد المجيد الظلمي وعبد اللطيف بكار ثم سعيد غاندي أطال الله في عمره.

واعتمد الحاج عبد القادر جلال في مجال التدريب على الدروس التي تلقاها من الأطر الفرنسية الذين كانوا يشتغلون بوزارة الشباب والرياضة في إطار الأنشطة الخارجية.

ولم يقتصر عمل المرحوم على التربية الكروية، بل تعداه إلى الأنشطة الجمعوية في تأطير المخيمات وتأطير طريق الوحدة سنة 1958، إذ كان مسؤولا آنذاك عن خيمة ولي العهد الراحل الحسن الثاني رحمه الله.

ورغم الحادث المؤلم الذي تعرض له عبد القادر جلال في 23 من ماي 1989 ببني مكيلد بمنطقة درب السلطان، وفقد على إثره يده اليسرى بعدما كان متجها نحو مركب الوازيس لإهداء بعض اللوازم الرياضية لبراعم وفتيان الرجاء، إلا أنه لم يتوقف عن تأدية الرسالة التربوية التي يحملها على عاتقه منذ دخوله الميدان الرياضي، وظل حريصا على تربية النشء بنفس الجدية التي كان عليها في أيام شبابه.

وفي 27 من شهر غشت، لبى عبد القادر جلال نداء ربه والتحق بالرفيق الأعلى حيث الراحة والسعادة الأبديتين، وترك عائلته في سكن وظيفي تابع لوزارة الشبيبة والرياضة، حيث أصبحت مهددة بالتشرد في أية لحظة بسبب تعرضه للنكران والجحود من طرف المسؤولين عن الشأن الرياضي وخاصة قطبي البيضاء الرجاء والوداد.

مات عبد القادر جلال لكن مواقفه وأفكاره ومبادئه ستظل حية.

نسأل الله لفقيد الرياضة المغربية الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

عبد الجليل حنين (ص.م)

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق