رياضة

ميسي وبرشلونة: هل هي الدقيقة الأخيرة؟

قامت الدنيا ولم تقعد منذ إعلان أسطورة برشلونة “ليونيل ميسي” رغبته ترك الفريق هذا الموسم. مسألة عادية، فاللاعب أسر العالم منذ أول دقيقة له في الملاعب، بسحر رجله اليسرى وقيادته ناديه للفوز بعدة ألقاب.

رغبته هذه، صاحبتها موجة من احتجاجات محبيه على إدارة النادي بتهمة أنها لم توفر لمعشوقها الجو المناسب لإحراز البطولات؛ قد يكون هذا صحيحا. ولكن بمقارنة بسيطة بين باييرن ميونيخ وبرشلونة، فإن الألمان، ومنذ فوزهم بعصبة الأبطال الأوربية سنة 2013 بقيادة “فرانك ريبيري” و”آريين روبين”، فقد استمر الفريق في السيطرة على البطولة الألمانية، لكنه كان يخفق في العصبة رغم وجود “غوارديولا” فترة، و”أنشيلوتي” فترة أخرى، إلى أن قرر يوما التخلي عن عدد من أطر النادي وعلى رأسهم الثنائي “الفرنسي-الهولندي”. وماهي إلا سنتين حتى عاد الباييرن بشكل أقوى، يوحي أنه سيسيطر على أوربا لسنوات قادمة، بمدرب مغمور، صار بعد فوزه بالنسخة الحالية لعصبة الأبطال أنجح مدرب في العالم بثلاثيته التاريخية.
لذلك، لعل خروج “ميسي” من برشلونة، سيكون أفضل للفريق إذا ما أراد بناء فريق قوي بلاعبين شباب ومتعطشين للتعبير عن أنفسهم خارج ظل ميسي كما فعل الباييرن. فميسي تقدم في العمر، وإن ظل هو منقذ برشلونة في الكثير من اللقاءات، إلا أن أرقامه ساءت قليلا بالمقارنة مع المواسم السابقة، وهي مرشحة للهبوط أكثر في القادم للسنوات.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن راتب اللاعب خيالي ومن شأن رحيله أن يفيد النادي اقتصاديا، وقد يساعده أيضا على جلب لاعبين آخرين قادرين على إعطاء نفس جديد للفريق خلال السنوات القادمة. كما أصبح اللاعب يشكل عبئا على النادي بفرضه جلب لاعبين أو تسريح آخرين؛ وبصيغة أخرى: فقد صار يرى نفسه أكبر من النادي، وهو شيئ غير مقبول في أي ناد في العالم.

وإذا كان الرئيس “بارتوميو” قد أعلن استعداده تقديم الاستقالة إذا ما تراجع “ميسي” عن قراره، فإن استقالته واجبة عليه سواء استمر “ميسي” أم لا؛ نظرا لتسييره العشوائي الذي دأب على رد الفعل بعد كل فشل(كجلب ديمبيلي بعد رحيل نيمار، وجلب كوتينيو بعد الإقصاء أمام روما، وانتداب غريزمان بعد الهزيمة المذلة أمام ليفربول)، وعدم تبنيه مشروعا واضحا يرقى بنتائج الفريق.

من أجل عشاق برشلونة ومصلحة النادي، فإن رحيل الرجلين “الرئيس و اللاعب” بات ضروريا، لفشل الأول الواضح في التسيير؛ ولعدم قدرة الثاني قيادة الفريق للالقاب بلاعبين جدد وبامتيازات أقل، كما أخبره بذلك المدرب الجديد الهولندي “رونالد كومان” في مكالمة هاتفية وصفت ب”وضع النقط على الحروف”.

أوسامة بيتي

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق