طاحت الصومعة علقوا الحجام.. هذا ما ينبغي فعله إذا ثبت صحة الصورة
حمزة لخضر يكتب..
هذا هو أنسب رد على التوضيح الذي كتبه معالي وزير التربية والتعليم ببلادنا، على خلفية انتشار صورة تفضح المستوى المهترئ الذي وصلته المنظومة التعليمية، والآخذة في السقوط منذ أمد بعيد، سقوط حر لا شك أنه سيكون مؤلما وستكون له تبعات خطيرة في المستقبل إن لم تكن طلائع هذا المستقبل قد بدأت في الظهور ولكم في ليلة عاشوراء الدليل الدامغ والقاطع.
الصورة التي أثارت الجدل وأسالت المداد إن ثبتت صحتها تظهر تكديسا خطيرا للتلاميذ، في وضعية خطيرة وفي زمن الجائحة، دون الأخذ بعين الاعتبار لأي من التدابير الوقائية والاحترازية، وبدون كمامات ولا تباعد اجتماعي، في مشهد يفضح ويعري هشاشة الاستعدادات التي كان يجب أن ترافق هذا الدخول المدرسي، والذي وافقت فيه الأسر المغربية على تعليم أبنائها وبناتها حضوريا بنسبة بلغت 80 بالمائة، ووقعت لهذا الغرض استمارات ووضعتها لدى المؤسسات مسلمة سلامة ابنائها لهم.
حين انتشرت الصورة والتي لم يتم التأكد منها إن كانت صحيحة، “كتب السيد الوزير على صفحته بالفايسبوك توضيحا، يقول فيه أن الوزارة ستقوم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في حق الشخص أو الأشخاص الذين قاموا بتصوير التلاميذ في هذه الوضعية، وتعريض حياتهم “.للخطر انتهى كلام الوزير.
نعم ما قرأتموه وتلوتموه بقلوب واجفة وأياد راجفة هو ما كتبه الوزير، فالذي عرض التلاميذ للخطر هو الذي التقط الصورة وهو من بات رأسه مطلوبا لتتخذ فيه وزارة أمزازي كافة الإجراءات، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من معالي الوزير محاسبة هؤلاء الذي كدسوا التلاميذ بهذا الشكل وبهذه الصورة التي تسيء لكل المجهودات التي قامت بها الدولة لنخرج بأقل الخسائر والأضرا، في حال ثبتت صحتها.
ما كنا ننتظره يا معالي الوزير هو تقديم توضيح عن غياب المعقمات وعلامات التشوير ببعض المؤسسات، وما نصيب مؤسسات العالم القروي وتلك التي تقف وحيدة تصارع الزمن وعوامل تعريته في مغربنا العميق هناك في ما وراء الجبال.
ما كنا ننتظره يا معالي الوزير هو بناء أكبر عدد من المؤسسات التعليمية وتجهيزها بما يلزم حتى لا نبدأ بالتخبط في التفويج وحرمان التلاميذ من العدد الكافي للساعات ومن الإطار الزمني الضامن لتكافؤ الفرص بين مؤسسات التعليم الخاص والمدرسة العمومية التي تحارب لوحدها من أجل البقاء، ولتضمن لأولاد الشعب شيئا من التعليم المجاني، والذي تمت خوصصته وبيع جودته في زمن كل شيء فيه أصبح مهددا بالخوصصة.
ما كنا نريده يا معالي الوزير أن تشكر صاحب الصورة إن ثبتت صحتها، لأنه كشف لسيادتكم ما خفي ربما عنكم ولم يبلغ منه شيئا إلى علم فخامتكم، حتى تصدروا التعليمات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسنكون لكم من الشاكرين.
وربما ما نريده ولو بدا مجرد حلم من حكومتنا كلها، أنه إذا ثبت خطأ ما في وزارة ما أن يقدم الوزير اعتذاره ويتقدم باستقالته وحينها نحن من سنتشبث به، أقسم اننا سنتشبث به ولن نرتضي لنا وزيرا غيره، وأعرف أن هذا من شبه المستحيل إن لم يكن هو المستحيل نفسه وعجيبة الدنيا الثامنة من بعد ميسي ورونالدو.
يا معالي الوزير نعرف أن الظرفية صعبة وشائكة ونعلم علم اليقين أن الإمتحان عسير، وأن المهمة قد صارت أثقل مما كانت عليه، وأننا جميعا هنا نحمل صخرة شئنا أم أبينا، ولكننا نحن من نقرر أي صخرة تلك التي نحمل على عاتقنا، ولا بأس من أن نقتبس هذه الحكمة الشديدة العمق، والتي بقول فيها الكاتب أحمد خيري العمري نحن من نختار بين صخرة الإيمان وصخرة العذاب، صخرة بلال أو صخرة سيزيف، دون أن نرمي بهذه الصخرة على كاهل أحد ليتحمل مسؤوليتنا بدلا عنا، وحتى لا ينطبق على المثل القائل “طاحت الصومعة..علقو االحجام..”