عمود رأي

توقفوا عن اللعب بأعضاء أطفالكم التناسلية.. وألغوا أحكام العَيْب ومصطلح “حشومة” وأنقذونا من البيدوفيليين ..؟!!

الجزء 1

-حمزة لخضر يكتب..

لاشك أن الجريمة التي هزت الشارع المغربي وراح ضحيتها طفل في عمر الزهور ستكون لها تَبِعاتها لا محالة، وسيطفو على السطح نقاش مستفيض في أمور عدة تأتي في مقدمتها مادة التربية الجنسية والتي يرى فيها البعض أداة من أدوات التربية التي قد تُحصِّن الطفل من الأفكار المغلوطة عن الجنس خصوصا في عالم افتراضي يعج بالمواقع الإباحية التي تنشر أفكارًا هدَّامة وخاطئة عن الجنس، وتُمرر رسائل الشذوذ والاغتصاب وزنا المحارم وقبول ما يتنافى مع الفطرة السليمة.

وبالرغم من كل هذه الأخطار المحيطة بتفكير الطفل والمُحْدِقَةِ بِوَعيه، فإن الكثيرين يرون في إقرار التربية الجنسية مسلكاً يتنافى مع القيم الدينية، وهو ما يجعل هذه الثقافة تدخل في خانة “العيب” وتُصَنَّف من الطابوهات المحرم الاقتراب منها.

فهل آن الأوان لنخرج من هذه الشرنقة التي نختبئ بداخلها لنمارس الطيران الحذر والعقلاني..؟

تقول مها إبراهيم وهي مدربة تعمل حاليا على نشر ثقافة التعليم باللعب والابداع عن طريق ورشات عمل ووسائل التواصل الاجتماعي تقول في إحدى تدويناتها على مدونات الجزيرة : ان تربية الطفل الجنسية تبدأ منذ ولادته ويجب على الأم أن تربي طفلها منذ يومه الأول على أن جسده له خصوصية فلا تقوم بتغيير ملابسه أمام أحد. وهنا لابد من التوقف لنبصم بالعشرة أن أمهات كثيرات لا تَجِدْن حرجاً في تغيير ملابس أطفالهِنَّ أمام الغير، ولعل مها إبراهيم قد ترى في هذا الأسلوب تربية على انتهاك جسد الطفل في عالم مليء بالمرضى والبيدوفيليين.

المدربة التربوية مها إبراهيم تقول “أنه وللأسف بعض الأمهات تغير لطفلها على الملأ ويبدأ البعض باللعب بالأعضاء التناسلية للطفل والضحك عليه على أساس أنه “صغير ولا يفهم” حتى إذا صار عمره سنتين يبدأ بالركض بالمنزل أمام الجميع دون ملابس ولا تجد العائلة ذلك عيب..!”

وللأسف أن هذا هو الواقع الذي تحدثت عنه المدربة التربوية، وهنا علينا أن نتوقف لنتأمل تصرفاتنا وسلوكياتنا وتعاملنا مع أطفالنا، فالطفل هنا يتعلم أن جسده ليس ملكه ولا شيء به خاص، بل هو متاح وأنه أعضاءه للعب وهو ما قد يؤثر على تصرفاته كلما بلغ سنا معينا، لأنه لم يتعلم تربية جنسية سليمة، ولذلك فلن يصرخ إذا لمسه أحد في أعضاءه الحساسة..! ولا نبالغ إذا قلنا أن والديه من أدخله مرحلة الخطر دون شعور منهم أو قصد ولكن فقط بجهلهم لحساسية ودقة هذه الأمور.

أخصائية علم النفس التربوي الدكتورة فلافيا محمد وفي استضافتها على أحد برامج شبكة الجزيرة قالت : “إن التربية الجنسية هي تعليم الأطفال على العادات والتقاليد والسلوكيات التي يرتضيها الدين الإسلامي والمجتمع فيما يتعلق بالممارسة الجنسية، مضيفة أنه عندما تعرف الأم أن المولود ذكر أو أنثى، فإنها تهيئ الملابس والغرفة بما يلائم جنسه، وهذا جزء من التربية الجنسية.”

كما أكدت الدكتورة فلافيا محمد على ضرورة أن “يجيب الأب والأم على أسئلة الطفل في الأمور المتعلقة بالجنس، وجوابهما يجب أن يكون ضمن ضوابط معينة فيجب على الأهل أن يجيبوا على السؤال وأن لا ينهروا الطفل أو يمنعوه من السؤال وأن تكون الإجابة وفقا لعمر الطفل مع استخدام ألفاظ غير خادشة في الجواب وعدم التوتر أثناء الإجابة وتوعية الطفل حول التحرش الجنسي وما قبله، مثل النظرة أو الكلمة أو اللمسة.”

لابد لنا من الاعتراف أننا اليوم بتنا في مواجهة حتمية نعيشها مع جرائم اغتصاب الأطفال، وأننا لحد الآن نواصل الخسارة في مواجهة البيدوفيليا القاتلة بالنظر لضيق الفكر المجتمعي اتجاه التربية الجنسية للأطفال، وأن أطفالنا لوحدهم هم من يدفعون الثمن الباهض من أجسادهم الغضة وأرواحهم البريئة.

وقد صار لزاما على المسؤولين على قطاع التربية والتعليم ببلادنا والباحثين في علوم التربية والسوسيولوجيين ورجال الدين والفاعلين المدنين أن يجتمعوا ليحسموا في هذا الأمر وأن ينقذوا طفولتنا البريئة عبر رفع منسوب وعيها بما يتماشى مع مرجعيتنا وتقاليدنا والأهم بما يتماشى مع سن الطفل، لأنه سيكون صعبا علينا أن نواصل الخسارة أمام البيدوفيليا وغزو أفكار الطفل بما لا يتلاءم مع فطرته من أفلام الجنس والخلاعة.

احجبوا عنا هذه المواقع وأنقذوا أجيالنا إن كنتم حقا بالأجيال تؤمنون..

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق