رياضة

حسن الفزواطي يستحضر مساراته وحكاياته في مجال التسيير الكروي ( الحلقة الثالثة)

والدي حاصل على وسام ملكي ووالدتي كانت مثالية و ” فم بلا عار” رحمة الله عليهما

نعود من جديد من خلال هذه السلسلة التي نقف فيها عند مسارات وحياة واحد من المسيرين المرجعيين في كرة القدم الوطنية، الأمر يتعلق بالمسير الرياضي والفاعل الجمعوي حسن الفزواطي الذي يفتح قلبه لموقعنا ليبوح لنا بأسرار وحكايات تنشر لأول مرة، والتي ترتبط بمشواره في مجال التسيير داخل اليوسفية الرباطية كأحد أعرق الأندية الوطنية، وعصبة الغرب عندما كان كاتبا عاما لها والمجموعة الوطنية لكرة القدم هواة ثم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على عهد الجنيرال دوكوردارمي حسني بنسليمان عندما كان رئيسا للجنة الشبان، حلقة اليوم تسلط الضوء على حياة والده رحمه الله وإرتباطه بالحركة الوطنية، تابعوا التفاصيل:

 

” عندما أتذكر والدي رحمة الله عليه، أستعيد محطات مهمة من تاريخي معه، لقد كان إنسانا طيب المعشر مع الجميع خدوما لا يعرف النفاق ولا الخداع، لقد تربى على ثقافة العرفان والسلوك الحسن التي تطبع عليها من جذوره الصحراوية من مدينة زاكورة، ومنها حط الرحال بمدينة الرباط في فترة الأربعينيات، حيث مارس مهنا حرة، لكن شقيقه الأكبر الحاج عدي الذي كان معروفا لدى أفراد الحركة الوطنية ساعده على الإلتحاق بوزارة التجهيز كعون مصلحة، من هنا تشكلت لوالدي علاقات كبيرة، وأتذكر هنا أن والدي رحمة الله عليه إرتبط بوالدتي رحمة الله عليها وهي أيضا من أصول صحراوية بالقنيطرة في لقاء عائلي كان هذا في الخمسينيات، لقد كنت أنا الإبن الذكر الوحيد من بين شقيقاتي، وكنت الفتى المدلل، الذي تربى على الأخلاق، وإحترام الناس، والإنضباط والإستقامة، أتذكر دائما وصاياه رحمة الله عليه بضرورة إحترام الناس والمعاملة الطيبة معه، الحمد لله تربيته لنا يشهد بها الجميع داخل المدينة العتيقة بالرباط، كما أتذكر أن والدي كان وطنيا غيورا، كان مرتبطا بشكل وثيق بالوطن وبالحركة الوطنية، وبرجالاتها الأفذاذ، كان محبا لملكه والحمد لله أنه عاش مع ثلاثة ملوك السلطان محمد بنيوسف رحمه الله وجلالة الملك الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحمته وصاحب الجلالة الملك محمد السادس الله ينصرو ويطول عمرو، لكون والدي توفي عام 2000 وأنعم عليه صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله بوسام ملكي من درجة ضابط، كما يرجع له الفضل في زواجي فهومن إختار لي زوجتي وهو من أشرف على كل شيء، أما والدتي رحمة الله عليها فتلك حكاية أخرى، لقد كانت الأم الحنون، الأم المثالية، الأم التي ربتنا التربية الحسنة، برحيلها فقدت حنانا وعطفا فقدت المرأة التي كانت تعزني، تخاف علي، فقدت ذلك العناق الحار وأنا أشتم رائحتها الطيبة، أمي التي كانت ” فم بلا عار” والسمعة الطيبة، تمنيت لو كانت معي اليوم لترى فلذة كبدها مع بناته وزوجته وشقيقاته، في لمة كانت تحرص عليها، إفتقدت أمي التي كانت تنتظرني كل مساء لتعانقني بكلتا يديها الطاهرتين، أمي التي تمنحني الأمل في الحياة، أمي التي كانت عنوانا للتسامح والطيبوبة وحسن الجوار، إفتقدت حنانها الذي كان يمنحني جرعة إضافية لأعيش، رحمة الله عليك يا أعظم أم رحمة الله عليك يا أعظم أب في يوم الجمعة، وشكرا لكما لأنكما أديتما الأمانة ودعائي لكما بالرحمة والمغفرة ويسكنكما الله فسيح الجنان مع النبيئين و الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا”.

 

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق