الجانب الآخر لرئيس الوداد من برلماني داخل البام إلى رئيس بلون أحمر وبلطجي يعتدي على الصحافيين … !!
دعونا نبدأ من هذه الحكاية التي تقول أن رجلا جاء من أقصى المدينة يسعى، فصادف رجالا يريدون شراء بعض الجمال، فعمد إلى بعض الإبل التي ترعى الشمس في الصحراء وباعها لهم ومضى في طريقه، وحين هَمَّ الناس يريدون نوقَهُم إذ بصوت قَصِيٍّ يقول لهم أن توقفوا، قبل أن يفاجئهم بالقول أيتها العير إنكم لَسارقون.
اكتشف لحظتها الشُّراة أن الجمال التي دفعوا ثمنها لا يملك من أمرها شيئا صاحبنا وأنهم ضحية نصب حارقة في الصحراء، انتهت الحكاية.
دعونا نعود إلى رئيس الوداد “مُعَنِّف” الصحفيين وبلطجي زمانه، حين بحثنا في السيرة السياسية لِلرجل الذي تشبه قصته قصة من باع جمالا لا يملكها قبل أن يحل ضيفا ثقيلا على “كازا البيضاء”، لم نجد شيئا يذكر سوى أنه نائب برلماني بِرُتبة شبح يحل طيفًا بلباس أبيض حين تصبح المُناسبة مُلِحَّةً كافتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، ثم يعود لِيَتَوارى عن الأنظار.
كلُّ ما فعله الرجل هو أنه وظف في عدد المناسبات صفته كرئيس للوداد لمواجهة سياسية لا تخدم المواطن الذي أعطاه صوته، وهو ما يجعلنا نستحضر واقعة شراء الناصيري لعدد كبير من تذاكر مباراة الوداد والأهلي سنة 2017، وقام بإهدائها للمشجعين الوداديين القاطنين بكل من المدينة القديمة وبوركون، مستغلا ساكنة هذه الأحياء كوعاء انتخابي لمواجهة غريمه التقليدي آنذاك العدالة والتنمية.
غير أن الحكاية لم تقف عند هذا الحد فقد دعى الناصيري “الترميناتور” أحد الوجوه البارزة في حزب التراكتور ليقوم بتسليم الميداليات للاعبين بعد نهاية المباراة، في الوقت الذي غاب فيه عن المشهد المنتمون للبيجيدي بالرغم من أنهما يتواجدان بمجلس عمالة الدار البيضاء ومجلس المدينة.
سبحانك ربي ما أعظمك، ففي الوقت الذي كانت تشرئِبُّ فيه الأعناق لِرؤية مالذي سيقدمه الناصيري “للسيكتورات” التي سيمثلها تحت قبة البرلمان، ومد يده لشباب هذه الأحياء وتمثيلهم داخل المؤسسة التشريعية عبر طرح أسئلة جريئة تروم النهوض بالمدينة وشبابها والمساهمة في وضع مخطط يرتقي بالساكنة وبأحيائها ودروبها وأزقتها، وأن يترك مجال الكرة بريئا دون أن يُقحِمَهُ في سياسة “التخرميز” التي يمارسها.
لا شيء من هذا حصل ولمن شاء أن يتأكد فليقم بزيارة سريعة للموقع الرسمي لمجلس النواب الذي توضع به الأسئلة ويتم من خلاله تقييم أداء النائب البرلماني، سيجد أن صفحة الناصري ناصعة البياض، وهي الوحيدة التي تكاد تكون بيضاء في سيرته التي تضم كثيرا من السواد في معاملاته وطريقة تسييره لواحد من أعرق الأندية المغربية والعربية.
خلال الأسابيع الماضية مرة أخرى يعتلي الناصيري منصة الطوندونس، بعد تعنيفه بالهراوات والعِصِيّ صحفيين كانوا يؤدون مهمتهم قبل أن يفاجأووا ببائع الجمال يطلق الكلاب ويقول لحراسه هيت لكم، فكسر الكاميرات وأخذ هواتف الصحفيين بالقوة في مشهد لا يمكن أن تراه إلا في أفلام حسين كمال وعلي بدر خان وعاطف الطيب وخالد يوسف، وسيعرف قارئي لماذا اخترت هؤلاء وما وجه التشابه بين بلطجة الناصري وما قدموه هم على شاشات السينما.
كل ما نريده اليوم ونحن نفتح صفحة النائب البرلماني الشبح الذي لم يقدم شيئا للسياسة ولا للذين صوتوا عليه غير تذاكر لمشاهدة مباراة هو من يجني مِن خلفها ومن أمامها ومن تحتها ومن فوقها، تاركا الذين صوتوا عليه يعيدون تركيب فصول الحكاية من أولها، منذ اللحظة التي تم تشبيهه بها بمن باع الجمال التي لا يملكها وجاء من أقصى المدينة يسعى.