مجتمع

صدق درويش “عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني”…

بقلم : أمين شطيبة

عام أخر ينقضي .. يضاف إلى عمرنا، ولحظة تأمل توقفنا في هذا الفاصل الحاسم من لحظات الزمن الذي يمضي من حياتنا مسرعا بإحداثه ويومياته وساعاته ولحظاته .. يمضي تاركا خلفه سنوات عمرنا.. وما مضى من زمن عمرنا لن ولن يعود .. في هذه اللحظات من نهاية العام، نقف عند محطة نهاية مشوار لمسيرة عمر للانتقال إلى مركب أخر يحملنا هذا العمر إلى عام بعالم نجهل كل معالمه وتفاصيل التي سنعيشها.. وكما بدا، ألان ينتهي.. لنبدأ من جديد.

ونتسائل هل لدينا استعداد وجرأة في النسيان، ونحن نعيش أخر لحظات من عام يطوي في صفحات عمرنا، بشكل مغاير عما سبق بتضميد جراحاتنا التي داهمتنا في زمن كورونا والذي يمكن أن نصنفه أسوء عام بعدما رحل الكثير من الأحباب والأصدقاء الى دار البقاء، ونمضي قدما لتغير نمط حياتنا وسلوكنا وتصرفاتنا وأفكارنا ونزرع ونبذر بذور المحبة والسلام والرحمة والتعاطف والإنسانية في مساحة كل الأرض حتى التي تصحرت ……؟

 

نعم الآن .. وفي هذه اللحظات .. كلنا على يقين، بان عام 2020 سيرحل بمره أكثر من حلوه … وان الإنسان كـإنسان يواجه مصيره المجهول على هذا الكوكب، وفي هذا الزمن، قلقا ومهموما بتصاعد الحقد والكراهية واللامعقول في عقول البشر .. أزمات نفسية واجتماعية واقتصادية واكلافها خلال فترة الفيروس اللعين “كوفيد-19” ، وأزمات سياسية وتراجع في القيم الإنسانية، وطغيان العنف والكذب والنفاق وموت الضمير والأخلاق، وما سبب ما وصلنا إليه إلا نتيجة قصور في التربية والأخلاق، لتتفشى في المجتمع أوبئة الجهل والتخلف والأمية والعبث واللامبالاة وهي أخطر من وباء كورونا، المسببات التي أوصلتنا على ما نحن عليه هي فرض التعاقد على الأستاذة وهضم كرامة الطبيب والممرض وإقصاء المفكرين وتهميش الكفاءات ولكم في العالم منصف السلاوي خير مثال، حيث أصبحنا نقول ما لا نفعل، ونفعل ما لا نقول، وهذا التصرف لم ينشأ بعفو خاطر، وإنما نشأ عن إهمال وقصور في التنشئة والتربية وهذا ما قاد الضمير والأخلاق إلى الفساد، والذي ترتب عنه فساد في علاقة الأب بابنه والتلميذ بالمدرسة والمواطن بالوطن، ليترتب عن هذا الفساد فساد العلاقة بالمدرسة والجامعة والدائرة و المجتمع والدولة والوطن، وبتنامي هذا الفساد، هو ما سبب في تنامي موجة إغتصاب الأطفال ولكم في قضية “عدنان” و”نعيمة” و”إلهام” مثال حي وكذا ارتكاب الآثام و اختراق منظومة المحرمات وأعراف المجتمع، بما أدى إلى تجاوز كل القيم الإنسانية وحدودها.

متى سنعرف ما هو الوطن ؟ .. هذا ليس سؤالا سنجيب عليه ونمضي.. إنه حياتنا وقضيتنا جميعا..

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق