أيها الإتحاد الأوروبي نحن الأفضل لو تعلمون.. أفضل “بِتَمْغْرَبِيِّتِنا”
حين أطلت كورونا بوجهها المُخيف مُتوشِّحةً بالسَّواد، كشفت النقاب عن دولٍ كثيرة و عرَّتها و فضحت كم هي هشَّةٌ وأن ما يؤطِّرُها هشٌّ قابل للهدم و قابل للفسخ حتى لو كانت هذه الدول هي دول الاتحاد الأوروبي الذي سوَّقَ للعالم قوته و شدة تماسكه و تعاضده، قبل أن يبدأ ذات الاتحاد بالسطو على كمامات دوله المنضوية تحت لوائه و يا سبحان الله..
لِعقودٍ طويلة جلدنا ذواتنا كثيرا، وقلنا أنهم الأفضل وأننا في الدرك الأسفل من التقدم وأننا مهما فعلنا فلن نُدركهم، وأنهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وأنه تلزمنا سنوات مستحيلة لنلحق بركابه ونأخذ شيئًا من بركاته.
ثم جاءت كورونا فأماطت اللثام عن وجه آخر لدول الاتحاد التي سارعت إلى شن حملات قرصنة على بعضها، فاحتجزت دول منها طائرات دول أخرى و صادرت ما تحمله من مُعقِّماتٍ و كمامات ومواد للتطهير.
على الضفة الأخرى حيث نحن، لم يحدث شيء من هذا، بل على العكس تمامًا كنا أكثر رأفة ببعضنا، وفي أشد اللحظات الكورونية صعوبة ظهر أهل الله، وبدأت القُفف والمساعدات بين أفراد الشعب للمساهمة في تخفيف الوطء عن كاهل الدولة التي كنا ننتقد مسؤوليها ومنتخبيها وحكوماتها، لكن حين جاء الوباء و فوضنا أمرنا لرب السماء اكتشفنا كم نحن ببعضنا رُحماء.
وحين اشتدت الأزمة خرج ملك البلاد ليعلن عن حزمة مساعدات للطبقات المتضررة من مختلف شرائحنا المُجتَمَعِية، حتى وإن عادت شركات الماء والكهرباء لتأخذ ما قدمه ملك البلاد لشعبه عبر فواتير ملتهبة أحرقت الجيوب لكنها لم تنل من القلوب.
نعم أثبتنا في أشد اللحظات صعوبة كم نحن متماسكون متعاضدون بالرغم من كل شيء، نعم بالرغم من كل شيء، وحين جاء اللقاح أُعلن عن مجانيته و تعميمه على كل الشرائح المجتمعية، و أثبتت مصانعنا أنها قادرة على العمل و ظهرت الطاقات الشابة والمبدعة في كلياتنا و التي استطاعت أن تبتكر أجهزة تنفس مغربية الصنع والقدِّ والقوام.
خلاصة القول ما يجمع بين الاتحادات البراقة واللامعة هو القانون لا أكثر، وما يعيشه أفراده من رفاهية هو من المسروقات التي نهبتها دوله المُستعمرة لدول إفريقيا وآسيا و غيرها، وأما ما يجمعنا نحن فهي الأخلاق والعادات والتقاليد، بل ما يجمعنا أكثر ولا مجال للنقاش بشأنه هي “تَمْغْرَبِيِّيت”..