رياضة

ترك الرجاء في غرفة التنفس الاصطناعي ورحل دون مساءلة .. هل سيدفع الدكتور فاتورة الخطأ الطبي الجسيم؟

– أسامة الشرادي
لم يعد له أثر لا في الواقع ولا في المواقع، حيث اختفت سيارته الفارهة من شوارع مدينة الدار البيضاء، كما افتقد “الانستغرام” إطلالاته بين كل فترة وحين..كأن به ممثلا سينيمائيا يغادر قاعة عرض فيلمه الأول دون رجعة!
فيلم سينيمائي يحكي واقع رجل أعمال تقمص دور “الدكتور” القادم من عتمة النفايات لأضواء كرة القدم، اختار له مرجعية ناد كبير ليتدخل من أجل إنقاذ حياته في لحظات الموت البطيء.
دون “كاستينغ”، منح له دور البطولة، فحضر محاطا بحراسه الشخصيين لإحراء العملية الجراحية، حيث حسبه المقربون من الرجاء فردا منهم، لغته تشبه لغتهم وعقليته مختلفة عمن سبقوه في مثل هذه المواقف..كنا أمام شخصية تعرف تشخيص الدور إلى درجة الانتماء..شتان بين الانتماء وتشخيص الدور!
في مرحلة، لم يعد ينفع مع الرجاء سوى الدعاء، توسم الجميع خيرا في أن يأتي الفرج على يد “الدكتور”، حيث كان أمامه موسم كامل ليجري التحاليل ويشخص الحالة بحثا عن العلاج الأنسب، لكنه تناسى دوره في “الفيلم” وأراد أن يلعب دور السناريست الذي يكتب لنفسه والمخرج الذي يتحكم في عدسات الكاميرا والمونتاج..كأنه سيلفستر ستالون زمانه في مسلسل “روكي”.
كان مثل روكي في حلبة الملاكمة، كسب التعاطف رغم خسارته الرهان..كان بارعا في لغة دعدغة المشاعر واللعب على الوتر الحساس إلى درجة الإيهام بأنه “النمر المقنع” الذي سيخلص الحلبة من كل الشرور..ولما سقط القناع، أدرك الجميع أننا أمما بطل مزيف!
حتى لما أخبرته “مساعدته” أنه حان وقت الرحيل، خرج مسرعا في عتمة الليل دون أن يسأله أحد، بل صفق له من في قاعة عرض الفيلم.. منح لنفسه فرصة لعب آخر مشهد في “الفيلم”، حين أشرف بنفسه على سيناريو الوداع..ثم انصرف في هدوء تام، دون ضجيج، فقط موسيقى حزينة على رحيل “الدكتور الفاشل”.
انتظرنا أن يعود الدكتور لتقديم تقريره أمام الخبراء، فلم يأت لا البارحة ولا أول أمس..تخلف عن التاريخ فبحثنا عنه في “الانستغرام”، لا أثر للرجل، سألنا عنه بنزيما فقيل لنا أن بنزيما الوحيد الذي نعرف يلعب في اتحاد جدة!
اختفى الدكتور بعد أن عاث فسادا في الرجاء وتركها تدفع ضرائب موسم كارثي بكل ما يحمله التسيير من مسؤوليات..رحل ولم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار عن خطأ جسيم ارتكبه في تاريخ نادي مرجعي لم تكن تربطه أي صلة قرابة به، ما عدا أنه نادي الشعب الذي ينتمي له إسوة بباقي المواطنين.
نعم! طوينا صفحة الماضي ونتطلع للمستقبل..لكن، بأي ثمن وأي ربط للمسؤولية بالمحاسبة؟! أين الأدبي والمالي من فترة “الدكتور الراحل”؟..على الأقل ليطمئن قلب الرجاء المريض من فترته!

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق