رياضة

السلامي…العين بصيرة واليد قصيرة

عثمان محسن.

 

بجولة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي، يتضح لك بجلاء أن الجماهير الرجاوية، لم تكن راضية بتاتا على الطريقة التي دبر بها الطاقم التقني للفريق، وعلى رأسهم المدرب جمال السلامي، مباراة الكلاسيكو ضد الجيش الملكي.

السلامي كعادته، حاول نهج سياسة تدوير الفريق، من جهة لفسح المجال أمام أكبر عدد من اللاعبين لخوض المباريات واكتساب التنافسية، ومن جهة أخرى، فكر في مباراة الاتحاد المنستيري لحساب كأس الكاف، لكن ظهر بالملموس أن بنك بدلاء الرجاء، لا يستجيب للتطلعات، عملا بمقولة “العين بصيرة واليد قصيرة”.

إن ما شاهدته الجماهير الرجاوية ليلة أمس، هو تحصيل حاصل لمجموعة أحداث، ساهمت فيها عوامل عديدة، أبرزها ضعف الانتدابات في السنوات الأخيرة، إذ كيف يعقل لفريق يسعى إلى المنافسة على واجهات عديدة، أن يقوم بانتدابين في الميركاتو الصيفي، وثلاثة في الميركاتو الشتوي.

نحن لا ندعو إلى الانتداب من أجل الانتداب، لكن بنظرة بسيطة على ميركاتو الرجاء بين الشتاء والصيف، فسنجد أن الفريق، من أصل خمسة لاعبين، تعاقد مع مدافعين ومتوسط ميدان ومهاجمين، مع رحيل لاعب كان يعتبر من ركائز الفريق، وعودة أحداد لفريقه بعدما تألق بقميص الرجاء.

عديد الجماهير الرجاوية ألقت باللوم على السلامي، لكن ربما ما يجهله الكثير، هو أن الرجل خرج في مناسبات عديدة ليطالب المكتب بانتدابات وازنة، قادرة على سد الخصاص، وخلق التوازن داخل الفريق بين الأساسيين والاحتياطيين، لكن هذا المكتب المحترم، وصل به الحد إلى معاقبة الإطار الوطني محمد بكاري، لا لشيء إلا لأنه طالب بالتعاقد مع لاعب قادر على تعويض غياب الحافيظي عن الفريق في فترات متقطعة.

شخصيً، ما أعاتب عليه السلامي، وهي ليست نقطة تعيبه وحده، بل يتشارك فيها مجموعة من الأطر الوطنية، تتمثل في التفكير في المباراة الثانية، قبل حسم الأولى، الشيء الذي من شأنه أن يضيع على الأندية نقاطا تكون هي في حاجة إليها في السرعة النهائية.

الآن ونحن في هذه الفترة من الموسم، ما على الرجاويين والرجاويات إلا الالتفاف حول الفريق، والدفع به إلى الأمام، وتجنب صراعات وتطاحنات المصالح، فالأشخاص ومهما علت قيمتهم، فهم لا محال راحلون يوما، وستظل أجنحة النسر خفاقة ترفرف في الأعالي، ومن محاسن التاريخ أنه يحفظ لكل حقه، سواء أكان ما عمله يحسب له أو عليه.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق