سياسة

“المشهد السياسي” بين مطرقة العزوف…  وسندان التيه…

يوسف أبنكسر

 

طالما تحدثت مختلف وسائل الإعلام الرسمية منها وغير رسمية عن ضرورة تجديد النخب، غير أن الأمر بقي مجرد كلام متطاير في الهواء.

الشياب يتمسكون بكراسي القيادة داخل جل الأحزاب السياسية. مثلا، حزب المصباح الذي يترأس الحكومة حاليا، يقوده سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، يبلغ من العمر 65 سنة، زميله في التحالف الحكومي امحند العنصر، زعيم حزب الحركة الشعبية، يقارب عقده الثامن (78 سنة) هذا بالحديث عن الحكومة، والشيء نفسه بالنسبة لأحزاب المعارضة.

 

فالمعارضة لا تختلف كثيرا عن الحكومة إلا في تدبير الشأن العام فنبيل بن عبد الله يبلغ من العمر 61 سنة وتشاركه في السن نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد.. يساريان يجتمعان وفي مسألة السن… يا مكر الصدف؟

وعند الحديث عن التشبيب، نجد تشابها كبيرا في المسألة وفي النظرة التي يتم التطرق إليها في المسألة.. فالشباب في نظر العديد من التنظيمات السياسية معظمهم لا هم لهم سوى تأثيث المشهد بكوطا أو بنسبة-إن شئتم- داخل الأجهزة المحلية أو الوطنية أما الإنصات لهم ولمشاكلهم فلا وألف لا..

ونحن على أبواب الانتخابات بشتى أشكالها المحلية والجهوية والتشريعية منها يتم الحديث عن إلغاء لائحة الشباب كيف لا أتفق وهي ريع وتكريس لمفهوم الأبوية Patriarcat..  

قد يقول قائل إن النظرة مثالية في الطرح ولكن الواقع يقول إن تاريخ المغرب المعاصر في شقه السياسي هو تاريخ الشباب … فكتلة العمل الديمقراطي الذي أسسه زعماء الحركة الوطنية سنة 1934 من بينهم أحمد بلافريج وعلال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني وآخرون والمقاومة المغربية لطرد المستعمر تزعمها شباب في مقدمتهم المهدي بنبركة وعبد الله ابراهيم وغيرهما.. والان تؤثت المشهد السياسي بشباب لا هم لهم سوى تكريس الشيخ والمريد..

والآن ونحن نستمتع بمشهد سياسي يتمتع بالندية و الصراع لا يجب نسيان ان هناك شباب لا هم لهم سوى التأطير والتكوين والا سيكون مصيرهم ” التشرذم” السياسي و” التيه ” الفكري ويفضلون الانسحاب في صمت ويصبحون بين عشية وضحاها من المطالبين بمقاطعة الانتخابات.. الشيء الذي لا نتمناه في طريق الانتقال الديمقراطي..

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق