سياسة

المصلي تبرز جهود المغرب للتخفيف من تداعيات “كورونا” على الأطفال‎

قالت جميلة المصلي وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، إن المغرب تأثر كباقي الدول العربية، بتداعيات جائحة “كورونا”، وهي تداعيات همت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن انعكاساتها الصحية والنفسية على الأطفال وأسرهم.
وفي هذا الصدد، أبرزت الوزيرة، في كلمتها، بمناسبة المؤتمر العربي الخامس رفيع المستوى لحقوق الطفل الذي ينظم بجمهورية مصر، يوم الاثنين 5 أبريل الجاري، أن المغرب عمل تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، على نهج مقاربة استباقية للحد من تداعيات الجائحة على الفئات الهشة، بما فيهم الأطفال.
وأوضحت المصلي، أن المغرب عمل نهاية ماي 2020، على خلق صندوق خاص لإدارة جائحة كوفيد 19، بقيمة 3.3 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام للبلاد، استخدمت مخصصاته لتغطية تكلفة تحديث الجهاز الطبي، ودعم الاقتصاد الوطني لمواجهة الصدمة، والحفاظ على الوظائف وتخفيف التداعيات الاجتماعية للوباء والدعم المباشر للأسر المتضررة.
وعلى مستوى الحق في الصحة، أصدرت وزارة الصحة، تضيف المصلي، عدة مذكرات بهدف ضمان استمرارية الخدمات المتعلقة بتنظيم رعاية الحوامل وحديثي الولادة والمحافظة على معدلات تغطية البرامج الصحية الوطنية المختلفة، لصحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بقيمهم المثلى أثناء الجائحة.
كما أنشأ أخصائيو الصحة العقلية وعلم النفس العديد من المنصات عن بعد لتقديم الدعم النفسي وخدمات المشورة للمواطنين الذين تظهر عليهم أعراض شديدة من الضيق أو الاكتئاب أو اضطرابات الهلع الحادة الناتجة عن الحجر الصحي.
أما على مستوى الحق في التعليم، أفادت المتحدثة ذاتها، أن المغرب اتخذ الإجراءات الكفيلة بضمان الاستمرارية التربوية والتعلم المدرسي لجميع المتعلمين، من خلال الموارد الرقمية المسموعة والمرئية وعبر القنوات التلفزية العمومية ومنصة إلكترونية أحدثت لهذا الغرض، حيث استفاد التلاميذ من مجانية الأنترنيت لولوج منصات متابعة الدراسة عن بعد.
وخلال مرحلة الخروج التدريجي من الحجر الصحي، قالت المصلي، إن بلادنا انتهجت عدة مقاربات لضمان العودة الآمنة للأطفال إلى المقاعد المدرسية، حيث تم اعتماد اللامركزية في اتخاذ قرار فتح أبواب المدارس وفقا للحالة الصحية لكل منطقة، وإعطاء الأبوين حق الاختيار بين التمدرس عن بعد أو حضوري، واعتماد التناوب بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، وفقا لتناوب الحضور كل يوم على يومين، والعمل بنسبة 50 في المائة من سعة الفصل بالنسبة للتعليم الحضوري، واتخاذ تدابير صارمة لضمان نظافة الفصول والمعلمين والتلاميذ.
وبخصوص الحق في الحماية، أشارت المصلي، إلى أن، وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة عملت على إطلاق خطة عمل طارئة اعتبارا من 31 مارس 2020 لوقاية وحماية الأطفال في وضعية هشاشة من العدوى، ومن التداعيات الاجتماعية المترتبة عن كوفيد 19، بالإضافة إلى تدابير خاصة بحمايتهم من العنف خلال فترة الحجر الصحي.
وبحسب الوزيرة، فقد وفرت هذه الخطة سلة من الخدمات للأطفال الذين يعيشون في مؤسسات الرعاية الاجتماعية والأطفال في وضعية الشارع، لا سيما من خلال إعداد أدوات اليقظة والحماية من العنف، حيث تمت تعبئة أكثر من 300 أخصائي اجتماعي متخصص في العمل مع الأطفال، وتوفير المساعدة الاجتماعية للأطفال في وضعية الشارع، حيث تم سحب 986 طفلاً من بينهم 347 فتاة من الشوارع، وإعادة دمج 224 طفلاً في أسرهم، وإيداع 360 طفلاً في مؤسسات الرعاية الاجتماعية وإيواء 354 طفلاً في أماكن مخصصة للإيواء الاستعجالي.
كما وفرت، تضيف الوزيرة، الدعم النفسي عن بعد للأطفال الذين يجدون صعوبة في التكيف مع الحجر، حيث استفاد من هذه الخدمات 285 طفلاً منهم 98 فتاة، وتعزيز النظافة والوقاية من العدوى، حيث تلقى 4300 طفل، من بينهم 3103 فتاة في مؤسسات الرعاية الاجتماعية ومراكز الإيواء الاستعجالي، مجموعة من المستلزمات الخاصة بالنظافة الشخصية.
وفي مجال التحسيس، عملت الوزارة، تقول المصلي، على نشر دعامات تواصلية إعلامية وتحسيسية على مستوى مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأطفال والمربين، شملت مواضيع الوقاية من الإصابة بعدوى كوفيد 19، والوقاية من العنف، والدعم النفسي، والتعليم عن بعد.
وأيضا تبرز المصلي، تم وضع منصة البرنامج الوطني لتأهيل مهنيي التكفل بالأشخاص ذوي إعاقة التوحد “رفيق” الهدف منها الإرشاد والتوجيه والتواصل مع آباء وأمهات الأطفال ذوي إعاقة التوحد، وأشارت إلى أنه تم وضع 13 خلية للتواصل والإرشاد والتوجيه تسهر عليها كفاءات وطنية مكونة في إطار برنامج رفيق الخاص بمهنيي إعاقة التوحد، تقدم إرشادات وتوجيهات للآباء والأمهات، ومدهم بتدابير وإجراءات تربوية وسلوكية يمكن إنجازها لفائدة أبنائهم وبناتهم داخل المنازل، وتقديم الإرشادات الوقائية من فيروس كورونا وفق الممارسات الدولية المعتمدة في المجال.
وفيما يخص المداومة التربوية ومن أجل مواصلة العمل مع الأطفال في وضعية إعاقة وأسرهم، أوضحت الوزيرة، أنه تم إرساء منصة للخدمات الدامجة عن بعد همت اثنان وعشرون كبسولة تربوية دامجة، موجهة للأسر والمهنيين المعنيين بأساليب ميسرة وولوجة ومؤطرة من طرف ستة مهنيين مشهود لهم بالكفاءة في المجال، وتبث هذه الحلقات إضافة إلى اللغة العربية بلغة الإشارة والأمازيغية.
وبالنسبة للخدمات الدامجة عن بعد، والتي تهدف إلى ضمان استمرارية تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، أفادت الوزيرة، أنه تم تعبئة 297 جمعية متخصصة في مجال الإعاقة لفائدة 13211 مستفيدة ومستفيد من خدمة دعم التمدرس المندرجة في إطار صندوق دعم الحماية الاجتماعية والتماسك الاجتماعي، برسم سنة 2019، كما تم التواصل مع 12213 أسرة، وتعبئة 3462 إطارا متخصصا في مجالات التربية والتأهيل الوظيفي والترويض والدعم النفسي.
ومن أجل مواكبة الدخول التربوي والتكوين لمراكز الرعاية الاجتماعية المستقبلة للأشخاص في وضعية إعاقة المتمدرسين، قالت المصلي، إنه تمت تعبئة 297 جمعية متخصصة في مجال الإعاقة معنية بالدخول المدرسي للأشخاص في وضعية إعاقة، لفائدة 13211 مستفيدة ومستفيد، حيث تم إعداد ونشر وتوزيع دليل بروتوكولي خاص يفصل عملية استئناف خدمات المراكز وفق أنماط ملائمة للتكفل، تراعي حدة الإعاقة وإمكانيات التأطير وشروط الاستيعاب داخل المراكز، وهكذا، فقد أعطيت انطلاقة الموسم الدراسي 2020 – 2021، في 15 شتنبر المنصرم.
هذا وأشارت الوزيرة، إلى العمليات التحسيسية للوقاية من فيروس “كوفيد 19″، حيث تم بث مجموعة من الوصلات التحسيسية حول الفيروس بلغة الإشارة في الموقع الإلكتروني الخاص بكوفيد 19وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تم إطلاق عملية “سلامة” تتمثل في توفير حقيبة صحية لفائدة 650 شخص في وضعية إعاقة، بثلاث جهات: جهة الرباط سلا القنيطرة، وجهة طنجة تطوان الحسيمة، وجهة فاس مكناس.
وبهدف التوعية من مخاطر العنف الموجه ضد الأطفال أثناء فترة الحجر الصحي، بادرت وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، إلى إطلاق حملة رقمية للتوعية والتحسيس لمنع العنف ضد المرأة والفتيات في سياق أزمة كوفيد 19، والتي استمرت طيلة فترة اعتماد بلادنا لإجراءات الحجر الصحي، كما أطلقت في نفس الفترة، حملة تحسيسية حول الوقاية من العنف الممارس على الأطفال، وعملت على إعداد دليل موجه للأسر من أجل مواكبة أطفالها في استعمال الأنترنيت.
فضلا عن ذلك، أشارت المصلي إلى إطلاق “البرنامج الوطني “نسمع” لزرع القوقعات الإلكترونية لفائدة الأطفال ذوي إعاقة الصمم”، والذي يستهدف في مرحلته الأولى أزيد من 800 طفل في وضعية إعاقة سمعية البالغين من العمر 5 سنوات أو أقل، والمنحدرون من الأسر الفقيرة.
هذا وذكّرت الوزيرة بعملية للتلقيح المجاني ضد فيروس كورونا، التي انطلقت وفق استراتيجية وطنية شملت جميع المناطق، تستهدف جزءًا كبيرًا من السكان، مغاربة وأجانب، مع إعطاء الأولوية لمهنيي الصحة والمعلمين وكبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة، وأشارت إلى أنه إلى حدود 31 مارس 2021 تم تلقيح حوالي 8 مليون شخص، أكثر من نصفهم تلقى الجرعة الثانية.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق