مجتمع

الزعيم اليساري أيت ايدر للصحافي الريسوني: أناشدك أن توقف إضرابك عن الطعام الذي أضحى طريقا إلى مأساة ستفجع الجميع

ناشد المقاوم والزعيم اليساري، محمد بنسعيد آيت يدر، الصحافي سليمان الريسوني القابع بسجن “عكاشة” بالدار البيضاء، توقيف إضرابه عن الطعام، والذي بلغت مدته 47 يوما.

وفيما يلي النص الكامل لرسالة السياسي الكبير، بنسعيد آيت يدر:

“إلى الصحافي القدير سليمان الريسوني؛

تحية ملؤها التقدير الكبير والتعاطف الصادق لك ولكافة الذين يؤدون ضريبة التعبير الحر عن مواقفهم الشريفة ويصرون على تعرية الواقع الذي تعيشه بلادنا بكل مظاهره وتجلياته ونتائجه.

وإنني اليوم لست بحاجة إلى أن أعدد مناقبك و كفاءتك أو أصف صدقك في مهنتك التي اخترتها حبا وطواعية وأنت تعلم متاعبها المختلفة، وخاصة إذا كانت نزيهة وحرة. نعم لست بحاجة إلى هذا لأن هناك أولويات ملحة؛ وأولوية كل من يحبك ويتعاطف معك ويقدرك هي صيانة حياتك الآن وليس غدا.

فالوضع الصحي الذي انحدرت إليه حالتك بقدر ما ينذر بالكارثة، بقدر ما يهم الضمائر الحية في هذا الوطن التي تطالب بإطلاق سراحك وضمان حقك في المحاكمة العادلة وخاصة منها الضمائر السياسية والحقوقية المناضلة من أجل مغرب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والمجالية.

 

ولأن وطنك محتاج لك، ولأن الحياة علمتنا أن المحن لا تدوم، فإني أناشدك وبقوة أن توقف إضرابك عن الطعام الذي وصلت معه حالتك إلى وضعية مخيفة من العواقب التي لن تتحملها أسرتك ولن يتحملها محبوك وأصدقاؤك، ولن تتحملها أطياف واسعة من الوطن، تتفهم وضعك ومطالبك وحقوقك، ولكنها تريدك حيا لتمارس تلك الحقوق التي لا معنى لها بعدك.

 

إننا جميعا لا نريد أبدا فقدك بل نريدك حيا معافى، من أجل أسرتك التي تناضل بقوة وإخلاص من أجلك، ومن اجل كل الأسر المناضلة التي تكافح من أجل إطلاق سراح كل المعتقلين من أجل مواقفهم وآرائهم.

 

فكم يحتاج الوطن من السنوات لينجب أمثالك؟ ولهذا أناشدك أن توقف هذا الإضراب الذي أضحى طريقا إلى مأساة ستفجع الجميع، وستحرق قلوب من أحببت ومن ناضلت من أجلهم. وأنا أرى في استمرار حياتك وحياة رفاقك استمرارا لشرارة الأمل التي نسعى معا ودوما إلى اشعالها من أجل المستقبل.

 

وختاما أؤكد لك ولعمر الراضي ولكل معتقلي المواقف والرأي، أننا لن نذخر أي جهد من أجل صيانة كرامة الناس والوطن؛ وسنستمر في العمل بكل الوسائل المشروعة من أجل تحقيق انفراج سياسي واسع، مدخله إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين؛ وإطلاق سيرورة إصلاحات حقيقية وقوية ينعم في ظلها الوطن كل الوطن بكافة بناته وأبنائه.

 

مع تقديري وتعاطفي”.

Zone contenant les pièces jointes

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق