توالي تصريحات مسؤولي الجزائر العدائية للمملكة تبدد الآمال التي خلفتها الخرجة الإعلامية الأخيرة للرئيس الجزائري

فبعد أيام من تصريحات المكلف بالأعمال لدى البعثة الجزائرية بجنيف، والتي اعتبر فيها أن طرح المغرب لمسألة إحصاء سكان مخيمات تندوف، هي محاولة للتملص من النقاش حول إمكانية تسوية النزاع في الصحراء، كما أعاد التذكير بمواقف الجزائر بخصوص هذا النزاع، خرج رئيس البرلمان الجزائري سليمان شنين، بتصريحات أكد من خلالها بأن الجزائر ستظل على “موقفها الثابت” من نزاع الصحراء، ودعم مواقف جبهة البوليساريو بهذا الشأن.

وقال شنين في كلمة له خلال اختتام دورة المجلس الشعبي الوطني الجزائري “البرلمان” إن الجزائر ستظل تدعم جبهة البوليساريو، و”لم ولن تسكت عن المطالبة بالتعجيل بتطبيق القرارات الأممية المدعومة بقرارات ولوائح الاتحاد الافريقي”، على حد تعبيره.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أشار قبل أيام خلال لقاء صحفي، إلى استعداد بلاده للترحيب بأي مبادرة يطرحها المغرب لحل الخلافات بين البلدين، وأن الجزائر ليس لديها مشكل مع المملكة، وهو ما اعتبره بعض المراقبين إشارة من الرئيس الجزائري إلى نيته تطبيع علاقات بلاده مع المغرب، وفتح صفحة جديدة في هذه العلاقات التي تميزت على مدى عقود بالجفاء والتوتر في بعض الأحيان بسبب الخلاف حول عدة ملفات أبرزها نزاع الصحراء.

 فيما رأى آخرون تصريح الرئيس الجزائري بأنه موجه للإستهلاك الإعلامي، ومحاولة جزائرية لرمي الكرة في ملعب المملكة، خاصة وأن هذه الأخيرة لطالما دعت إلى فتح حوار جاد مع الجارة الشرقية، وطرحت عدة مبادرات لتجاوز الخلافات القائمة، كان آخرها المبادرة الواضحة والصريحة التي قدمها الملك محمد السادس خلال خطاب عيد المسيرة الخضراء في نونبر 2018، والتي دعا فيها لإنشاء لجنة سياسية مشتركة للحوار بشأن القضايا الخلافية بين البلدين الجارين، ولعل تصريحات المسؤولين الجزائيين المتوالية تؤكد هذا الإتجاه.