رياضة

الرجاء.. فريق خلق ليتمرد على المنطق

الكل يعلم أن زمن المعجزات قد ولى مع الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلوات وأزكى التسليم، لكن ما فعله نادي الرجاء الرياضي يوم أمس السبت، أكد حقيقة واحدة لدى كل متتبعي الشأن الكروي، وهي أن الفريق الأخضر خلق ليتمرد على المنطق.

 
لقد أثبت الرجاء في بطولة كأس محمد السادس التي تحمل إسم عاهل البلاد، أنه نبراس الأمل الذي لا ينطفئ، والمكنسة التي تزيل غبار الاخفاقات على الراية المغربية، وتعيد لها البريق، رغم عراقيل بعض الذخلاء والانتهازيين الساعين إلى تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العليا للوطن.
 
من شاهد مباراة الرجاء واتحاد جدة السعودي بتمعن، سيلاحظ أن رفاق محسن متولي حولوا أرضية الميدان إلى ساحة معركة، حيث قاتلوا على جميع الكرات، غير مبالين بالقيمة الفنية والتسويقية للاعبي الفريق الخصم، همهم الأكبر، إسعاد الملايين من المغاربة عامة والرجاويين خاصة على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية.
 
إن فوز الرجاء باللقب العربي مجرد تحصيل حاصل، فقد سبق للنادي أن حاز على 13 لقبًا خارجيا، وخسر 4 نهائيات فقط منذ تأسيسه، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على “الكاريزما” التي تميز الفريق عن باقي الأندية الوطنية، فهو لا يبالي أبدًا بالخصم الذي أمامه مهما علا شأنه، وخير دليل على ذلك، ملحمة المنزه عام 1999، عندما جعل ترجي “سليم شيبوب” آنذاك في حيرة من أمره، وهو الذي سلط كل الامكانيات المشروعة والغير مشروعة لضمان مقعد بأول نسخة للموندياليتو في بلاد السامبا.
 
التتويج العربي منح الرجاء مرة أخرى تهنئة سامية من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي عبر عن فخره بالمستويات الكبيرة التي يظهرها النسور في كل حدث كروي مهم، فالانجاز المحقق من طرف الخضر  تزامن مع الانتصارات الديبلوماسية للمغرب، وهو كذلك رسالة مشفرة، مفادها أن بلادنا تعيش أزهى فتراتها على جميع الأصعدة، رغم كيد الكائدين.
 
 
عبد الجليل حنين 

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق