سياسة

هذا هو تاريخ حزب “التجمع الوطني للأحرار”

يعتبر حزب التجمع الوطني للأحرار ومنذ تأسيسه سنة 1978، من بين الأحزاب القريبة إلى القصر، والتي أعطت توازنا في العملية السياسية، عكس أحزاب أخرى وخاصة أحزاب الكتلة الوطنية، منها التي ظلت منذ الاستقلال تصارع القصر والسلطة على الشرعية.

 

ويعتبر أحمد عصمان، صهر الملك الراحل الحسن الثاني، الذي أسس الحزب إبان الانتخابات التشريعية لسنة 1977، جامعا نخبة من رجال الأعمال والكوادر الكبرى في المملكة بالإضافة إلى أعيان المناطق القروية في مختلف أرجاء البلاد، لنهج سياسية ديمقراطية اجتماعية حسب وصف قادة الحزب.

 

ومنذ تأسيسه كانت نتائج الحزب تظهر تقدما واضحا في أغلب الانتخابات، كما شارك في أغلب الائتلافات الحكومية، ومن بينها حكومة التناوب التي شكلها الزعيم السياسي اليساري الراحل عبد الرحمن اليوسفي سنة 1998.

 

وترأس عصمان قيادة الأحرار منذ التأسيس إلى غاية انعقاد المجلس الوطني ماي 2007 والتي أفرزت انتخاباته صعود مصطفى المنصوري رئيسا جديدا للتجمعيين وبقاء عصمان رئيسا شرفيا للحزب.

 

رئاسة المنصوري للأحرار لم تعمر طويلا بعد دعوة “حركة تصحيحية” من داخل الحزب، يقودها سياسي مغمور آنذاك يدعى صلاح الدين مزوار، الذي انتخب في يناير 2010 رئيسا جديدا هو الثالث للتجمع الوطني للأحرار في تاريخه.

 

وبعد خروج حركة 20 فبراير عام 2011 المطالبة بمحاربة الفساد والاستبداد، ودعوة الملك محمد السادس لإجراء تعديلات دستورية خلال خطاب مارس من العام ذاته، أعقبها تنظيم انتخابات مبكرة في شتنبر من السنة نفسها، قاد صلاح الدين مزوار تحالفا جديدا ضم 8 أحزاب لتشكيل الحكومة المنبثقة من الانتخابات.

 

وكان هدف هذا التحالف الذي أطلق عليه اسم G8، ـ الذي شكل من أحزاب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والحزب العمالي والحركة الشعبية والحزب الاشتراكي واليسار الأخضر وحزب النهضة والفضيلة ـ ا  لاطاحة بحزب العدالة والتنمية وقطع الطريق عليه لتصدر انتخابات 2011 التشريعية، بيد أن خطة الرئيس الجديد للتجمعيين لم تؤتي أكلها ليشكل الإسلاميون الحكومة بزعامة عبد الإله بنكيران.

 

وبعد انتخاب العدالة والتنمية أولى الحكومات بعد دستور 2011 ، اضطر حزب “الحمامة ” إلى الخروج إلى المعارضة بشكل مؤقت ليعود سنتين بعد ذلك ، بعد انسحاب الاستقلال بزعامة حميد شباط.

 

وعرفت سنة 2016 تقلبات جديدة في الحزب، بعد أن مني بخسارة كبيرة على عكس التوقعات في انتخابات 2016 التشريعية، ما كان سببا مباشرا لتقديم مزوار استقالته من رئاسة الحزب وعضويته، تاركا المجال لعزيز أخنوش وزير الفلاحة في حكومة عبد الإله بنكيران.

 

أخنوش بدأ ما سماه دينامية جديدة في الحزب، ظهرت أولى ملامحها عندما وقف سدا منيعا أمام تحالف جديد بين حزب العدالة والتنمية المتصدر لانتخابات 2016 وحليفه القديم الاستقلال، فيما سمي آنذاك بمرحلة ” البلوكاج “، مرحلة كانت كفيلة عجز خلالها بكيران عن تكوين تحالف جديد.

 

وبعد 5 أشهر من نتائج الانتخابات، أعفى الملك محمد السادس بنكيران من تشكيل الحكومة، وعين سعد الدين العثماني كرئيس حكومة جديد، الأخير تحالف مع أخنوش وحزبه و4 أحزاب أخرى لتشكيل الائتلاف الحكومي.

 

وعمل أخنوش منذ تقلده زعامة الأحرار، إعادة هيكلة الحزب وتجديد كوادره فضلا عن تحديثه، وخلق منظمات موازية بغية تلميع صورة الحزب.

 

وفي نونبر 2019 أطلق عزيز أخنوش برنامجا تواصليا أطلق عليه اسم “100 يوم 100 مدينة ” جالت خلاله قيادات الحزب مدن المغرب المتوسطة والصغرى في لقاءات تواصلية مباشرة مع السكان حيث تم الاستماع لهمومهم ومقترحاتهم وأفكارهم، تمهيدا لانتخابات 8 شتنبر التي حقق فيها المركز الأول بـ 102 مقعد.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق