ما الذي يجعل المرء يستحضر الموتى بعد سنوات من رحيلهم؟ ولم يستحضر ذكرياته معهم من بين آلاف الذكريات في الماضي؟ أليسوا موتى والإنشغال بالحي أولى من الميت؟ أليس التفكير بالماضي مدعاة لآلام هو في غنى عنها؟ أسئلة محقة لكن الإجابة عليها تبدو مرهقة كثيرا، في زمن رديء يمنح الحياة للذكرى والذكريات
اليوم مرت خمس سنوات على الرحيل الأبدي للحاجة السعدية رفيق، والدة الحاجة خديجة رفيق، وجدة كل من أحمد طلال، والحسين طلال، وحليمة طلال، ورباب طلال ارتقت الروح إلى الأعلى وحظي الجسد المنهك بتشييع مهيب إلى تحت التراب.
هذا وكانت تمثل الحاجة السعدية البركة الحقيقية داخل كل أسرتها ، فهي كانت الضحكة الصافية، والقلب الحنون، والعطف الذي بلا نهاية، والحكايات التي لا نمل منها، هي التي كانت تعيش بذكريات الماضي وبجسد الحاضر، وهي الذاكرة التي لا تنتهي أحداثها، وفي كل مرة نتشوق لمعرفة المزيد، ومع غيابها تغيب كل الأشياء الحلوة، لنتذكر تجاعيد وجهها ويديها وشعرها الأبيض التي تمتلئ بالوقار.
وكانت الفقيدة في حياتها محور العائلة، بقدرتها على فعل الخير ، بحيث كانت لها كلمة الفصل في جمع شتات العائلة، وكان بيتها محج كل مكون من هذه المكونات العائلية.
فرحمها الله ورحم كل الجدات، وأدخلهم فسيح جناته.