سياسة

أبو زيد توجه مدفعيتها نحو لشكر: “التطبيع مع ثقافة الانتهازية أخطر من الانتهازية نفسها”

وجهت حسناء أبو زيد، إحدى الأسماء المرشحة في سباق الكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى جانب كل من عبد الكريم بنعتيق ومجيد مومر، ومحمد بوبكري، وطارق سلام، انتقادات لاذعة لمآل “الوردة” تحت قيادة ادريس لشكر، مشددة على أن “التطبيع مع ثقافة الانتهازية داخل الحزب، أخطر من الانتهازية نفسها”.
وأوضحت أبو زيد، في كلمة موجهة إلى المؤتمر الوطني المرتقب عقده في أواخر شهر يناير المقبل، على أن الحزب الذي كان رمزا لـ”كسر شوكة الاستبداد والسلطوية نُهشت كرامته وطبّع مع ثقافة الانتهازية”.
وقالت المرشحة لخلافة لشكر، خلال بسطها للخطوط العريضة لبرنامجها الانتخابي، إنها تشعر بـ”الوجع ذاته الذي سكن أرواح الصادقات والصادقين وهم يتابعون مسلسل التمثيل بالحزب الكبير، وكسر رمزيته التي كسرت ذات زمن شوكة الاستبداد والسلطوية، ونخر إباء صولاته وأمجاده التي طالما ألهمت الجماهير والقادة”.
وتابعت: “يعتصرني الألم ذاته الذي يعتصر كل المناضلات والمناضلين.. وهم يتابعون نهش كرامة الحزب الرمز وقص أجنحته بمعاول الانتهازية واسترخاص موقعه وثقة المغاربة في مشروعه، بالفعل أو بالصمت”.
واعتبرت المتحدثة ذاتها أن أزمة الحزب ديمقراطية في الأساس، مشيرة إلى أن “كل زوايا تشخيص وضعيتنا الداخلية تكاد تجزم أن أزمة الديمقراطية الداخلية أو ما أفضل التعبير عنه بأزمة تمثل القيم الديمقراطية داخل حزبنا مرتبطة ارتباطا وثيقا بأزمة تدبير السلطة الحزبية، فتجربتنا أبانت عن عجز مزمن عن بلورة نموذج سلطة ديمقراطي ومنصف يسمو فيه القانون ويتساوى الأفراد أمامه”.
وشددت أبو زيد على أن التطبيع مع ثقافة الانتهازية داخل الحزب، “أخطر من الانتهازية نفسها، لأنه يقصم ظهر المشروع الفكري والسياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يستند على يقظة الضمير الجمعي المؤسس على الجامع القيمي لتمنيع الذات الحزبية ولتأطير المجتمع وإصلاح الدولة بفضح الانحرافات ومواجهة الفساد والصدح بالحقيقة وإيقاظ الضمائر”.
وفي هذا الصدد، تساءلت “كيف سيثق المغاربة في قدرة حزبنا على قيادة أي إصلاح للدولة والمجتمع أمام تهاوننا في اجتثاث الانتهازية والإفساد داخل حزبنا؟”، مؤكدة أنه لا يمكن أن “نغض الطرف على ثقافة الانتهازية التي تحولت من سلوك معزول ومرفوض داخل الحزب إلى أنموذج متكامل يهدم بمرور الزمن كل الحواجز القيمية والضوابط الأخلاقية، وصار يتمدد ويتغوّل بعدما احتل السلطة الحزبية مقصياً أنموذج المناضل الوطني الملتزم والنزيه ومقدماً الانتفاع على البذل والخاص على العام والشخصي على الجماعي”.
وأبرزت أبو زيد أن حزب الاتحاد الاشتراكي ظل “يشتغل وفق ثقافة سياسية تقليدية تؤمن بكون الدولة هي منطلق ومنتهى كل نشاط سياسي”، معتبرة ترشيحها للكتابة الأولى للحزب، “واجب وتكليف ومسؤولية اتجاه تاريخ الحزب وإرث زعمائه وأرواح شهدائه، ووعي بضرورة الحفاظ على وحدته وتماسكه وتضامن مناضلاته ومناضليه، وانخراط في مد حزبي وشعبي ووطني رافض للانحرافات التي طالت صورته، خطابه، ووزنه الرمزي والسياسي والانتخابي، والتزام أخلاقي ووجداني اتجاه قضايا الوطن ورهاناته”.
وأوضحت أن “ قرار الترشح ينهل بالأساس من واجب اتجاه أمانة نضالات وتضحيات النساء الاتحاديات الرائدات؛ قواعد وقيادات، واستلهام الدروس من صبرهن وعزيمتهن وإصرارهن على خوض المعارك السياسية من واجهات داخلية وخارجية متعددة ومعقدة، ومن دُرْبَتِهِنَّ في الانتصار لقيم الديمقراطية والحداثة والمساواة ومقاومة السلطوية بكافة أشكالها وتنوع تمثلاتها؛ ذكورية وسياسية ومؤسساتية وثقافية وقانونية”.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق