رياضةعمود رأي

مبارياتنا ومبارياتهم كالفرق بين السماء والأرض، ولكن… إلى متى؟

✍🏻 أسامة بيتي

لماذا نشاهد مباريات عصبة أبطال أوروبا وكأنها عالم من الخيال مقارنة بما تشهده ملاعبنا نهاية كل أسبوع.

دروس كثيرة قدمتها لنا المباراة الكبيرة بين إنتر ميلان وليفربول في إطار ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، أو بالأحرى بين المدربين سيموني إينزاݣي ويورݣن كلوب، أو لنقُل بين 22 لاعبا محترفا بالمعنى الحقيقي الكلمة.
مستوى بدني رهيب بين اللاعبين، وحرب تكتيكية بين المدربين، توضح بالعين المجردة أننا بعيدون كل البعد عن كرة القدم الممتعة والمبدعة والرائعة.
لا يهمنا من فاز باللقاء، ولكن تمنينا لو كانت فرقنا بمستوى أحد الفريقين المختلفين تماما عن بعضهما كطريقة لعب.

ليفربول بذلك الضغط الرهيب على حامل الكرة، من لاعبين لا يتوقفون عن الجري “المدروس” بحثا عن استرجاعها في أقرب وقت؛ ظهيران كأنهما جناحان، وسط ميدان كأنهم مهاجمون، وثلاثي هجوم بأدوار مختلفة؛ في إطار لامركزية مدروسة بين الجميع، يساعدهم في ذلك لياقة بدنية عالية “الجودة”.

في الجهة الأخرى: الإنتر الذي يقبل اللعب وهو يدري ان تلك هي خطته، رغم الضغط الرهيب وقوة الخصم، فإن الحارس والمدافعين لا يرتبكون، لا “يشتتون”، الكرة تخرج من أرجلهم إلى الوسط ثم إلى الهجوم، على الأرض، بسلاسة، بأقل اللمسات، وبالخطورة القصوى على الخصم.
وجوابا على السؤال أعلاه، فإن الفرق بيننا وبينهم هو: العمل والاجتهاد، من جميع مكونات اللعبة بداية باللاعب، مرورا بالمدربين وقبلهم المكونين، ونهاية بالمسؤولين عن توفير كل الظروف الملائمة من أندية وجامعة.
ومن أجل الوصول إلى هذا المستوى، ولأن ملايير السنتيمات تهدر هباء منثورا على منتخب لانفرح معه إلا بالتأهل لربع نهائي الكان؛ فإني أرى أن الانتدابات مستقبلا يجب ان تنكب على جلب الأطر الأجنبية العليا ل”الفئات العمرية” برواتب جد محترمة، ولكن بمهمتين:
1- تأطير الرياضي منذ صغره حتى نُمنٓح لاعبين على غرار ما نراه في أوربا.
2- “تعليم” اللاعبين القدامى فنون التأطير السليم. لأنه، للأسف، مانتوفر عليه من مدربين ومكوني الفئات الصغرى “كسالى جدا” ويعتمدون على فكرة أنهم “دوزوا الكورة”، ويكتفون بدورة تدريبية بئيسة لا تسمن ولا تغني ولا تزوده بجديد التأطير السليم والمتطور.
وما لفت الأنظار، كذلك، من هذه المباراة، هو “وعي” جمهور الإنتر، الذي ساند فريقه رغم أنه”قبل اللعب” أغلب الدقائق، لاقتناعه أنه واجه فريقا أقوى منه على كل المستويات، بل إنه صفق كثيرا للاعبيه بعد النهاية، لوعيه أنهم “داروا لي عليهم”.
شخصيا، تمنيت لو كانت مستويات فرقنا مختلفة بين مستوى ليفربول والإنتر، ولكن هيهات هيهات…..من شاهد اللقاء سيفهم ما أقصد.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق