مجتمع

بركة يحمل الإسلاميين مسؤولية الجفاف بالمغرب

لم يجد وزير الماء والتجهيز، من وسيلة يقنع به المغاربة، بعد فشله الذريع في تدبير قطاع حيوي واستراتيجي، سوى إلقاء اللوم على حكومة “الإسلاميين”، محملا إياها جزء من مسؤولية ندرة المياه التي تعرفها المملكة.

ورغم أن الرجل كان محقا، فيما يتعلق بعدم قيام حزب العدالة والتنمية، حين كانت على رأس الحكومة لولايتين، بما يجب القيام به من أجل وضع استراتيجية واضحة لمواجهة التغيرات المناخية الكبيرة والتي كانت سببا رئيسيا في قلة التساقطات؛ إلا أنه لا يمكن أن يجعله ذلك خارج إطار المسؤولية وهو المشرف على القطاع في الوقت الراهن.

من السهل إلقاء اللوم على الآخرين، وتعليق الفشل على مشجبهم، لكن الأمر يتطلب جرأة واضحة والبحث عن الحلول أولا، التي هي مسؤولية الوزير الاستقلالي؛ ثم بعدها لنقل إن “الإسلاميين سبب الجفاف وسبب كل المصائب التي حلت بالقوم”.

وعوض أن يكشف نزار بركة؛ الذي يتحدث مساء أمس الخميس، الخميس، في ندوة صحفية بالرباط، عن استراتيجية محددة لمواجهة الوضع، اتهم حكومة العدالة والتنمية، في نسختيها بـ ”إفشال الإستراتيجية الوطنية للماء”، هي مزايدات سياسية على ما يبدو، وليست حلولا ملموسة لظاهرة باتت تؤرق الدولة، تحتاج إلى تصورات وحكامة، أكثر مما تحتاج لمزايدات.

نزار بركة وهو يتحدث عن معضلة الجفاف، استحضر ما قامت به حكومة حزب الإستقلال في عهد عباس الفاسي، التي كانت حسب زعمه السباقة نحو وضع استراتيجية وطنية للماء، ونسي وزير الماء قول الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، شعرا: ” ليس الفتى من يقول كان أبي ولكن الفتى من قال ها أنا ذا”.

وتحدث نزار بركة بإسهاب عن السياسات التي نهجتها الدولة منذ الستينيات، وعن توجهات الملك الراحل الحسن الثاني في هذا الباب، لمواجهة آثار الجفاف؛ كما تحدث عن ”الإكراهات” التي تواجه الحكومة الحالية في إتمام ما تم بدءه، ملقيا باللوم على ”الإكراهات المالية وصعوبة نزع الملكية”؛ لكن لم يتحدث بنفس الوتيرة فيما يتعلق بسياسة الحكومة الحالية، ورؤيته كوزير مشرف على القطاع عما سيتم القيام به، مكتفيا بالقول إن “الحكومة ستعمل جاهدة اليوم لإستدراك ما يمكن استدراكه وتغيير المقاربة السابقة”.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق