مجتمع

لمحاولة إخراس صوتها.. مقترفو مخالفة في التعمير يرفعون دعوى قضائية ضد “السفير 24”

“راه جا الباشا طل علينا وحنا خدامين ومشى…”، بهذه العبارة صرح أحد عمال البناء المشاركين في المخالفة التعميرية التي غيرت معالم التصميم الأصلي للفيلا الواقعة في الشطر الأول بسيدي رحال الشاطئ، حيث تمت (كما توضح الصور التي توصلت بها الجريدة من طرف سكان متضررين من الأشغال التي استمرت على مدى أسابيع) بدون ترخيص، ذلك أن التصميم الأصلي لهذه الفيلا تم تغييره جملة وتفصيلا، عبر إضافة سقف إسمنتي ممتد على عشرات الأمتار بالحديقة التي يتضمنها التصميم الأول الذي شيدت بناء عليه الفيلا قبل عقود.

ولأن باشا سيدي رحال “يجتهد” في التصدي للمخالفات التي يقترفها بعض الراغبين في الحصول على “قبر حياة” حتى ولو كان مجرد “براكة” إذ يجند أعوانه ويفرض عمليات الهدم، في وقت يكتفي فيه بالتزام الصمت المطبق، إزاء المخالفات التي يقترفها أصحاب السكن المصنف على أنه “راقي أو فاخر”، من قبيل الفيلا التي كانت موضوعا لمقال نشرته جريدة “السفير 24” معززا بصور المخالفة التعميرية، التي قالت مصادر الجريدة إن “الباشا وقف عليها بطريقة شخصية، بعد زيارته للفيلا والأشغال غير المرخصة قائمة بها” .

 

وفي تبرير أحد عمال البناء وبعض أعوان السلطة لتغاضي الباشا عن هذه المخالفة، قالوا إنه “توصل بساعة فاخرة وهدايا جعلته يلتزم الصمت”… حسب قولهم.

وهذا ما نقلته جريدة “السفير24″، وما يثبته واقع الحال، الذي توضحه الصور، وعوض أن يحرر ممثل السلطة المحلية محضرا بالمخالفة ويحيلها على السلطات القضائية لاتخاذ المتعين وإصدار حكم بإرجاع الوضعية إلى ما كانت عليه، تطبيقا لقانون التعمير، وسعيا إلى عدم تشويه المجال العمراني لتجزئة تصنف بأنها تضم فيلا سياحية..

كل هذا تغاضى عنه الباشا الذي اختار تحريض أصحاب المخالفة على تقديم دعوى قضائية ضد الجريدة لإخراس صوتها، والحيلولة دون مواصلتها لعملية فضح الاختلالات التعميرية بسيدي رحال الشاطئ التي غالبا ما تكون بسبب تغاضي مسؤولي الإدارة الترابية بالمنطقة.

ولأن مقال الدعوى زعم بهتانا أن الجريدة عرضت صاحبة الفيلا للسب والقذف والابتزاز فإننا نتحدى أن يكون المقال (الذي نعيد نشره) قد تضمن أي قذف أو سب في حق مالك أو مالكة الفيلا، وإنما أشار إلى المخالفة ودواعي وأسباب السكوت عليها، وعدم تطبيق القانون إزاء مقترفيها، كما نتحدى واضعة الشكاية أن تقدم ولو دليلا واحدا على ما زعمته من ابتزاز، لمحاولة التغطية على المخالفة التي تم ارتكابها في مجال التعمير.

أما الصور المتعلقة بالفيلا، المنشورة بالجريدة، فهي رصد لمخالفة تعميرية تمت نهارا جهارا، وليس فيها أي انتهاك لخصوصية أصحابها، وأن الانتهاك الواضح والصريح هو لقانون التعمير، الأمر الذي يشوه المجال العمراني ويخلق المزيد من المحسوبية والزبونية، ويكرس الفكرة القائلة أن “المغاربة ليسوا سواسية أمام القانون..”.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق