ثقافة وفنون

الجولات المسرحية وفرت فرص الشغل لعدد كبير من الممثلين والممثلات

طبيعة المهرجانات بالمغرب لا تهتم بالمسرح رغم الميزانيات الضخمة التي ترصد لها

في حوار غير عادي لفنان غير عادي، تربى وعاش وسط العمالقة، الأب وحش الشاشة المرحوم محمد حسن الجندي أحد أهرامات الفن المغربي والعربي، والذي سيظل إسمه خالذا في الذاكرة، والأم زهرة التمثيل المغربي المرحومة الحاجة فاطمة بنمزيان التي ستظل واحدة من الفنانات اللواتي عشن زمنا حافلا بالعطاء، الأمر يتعلق بالفنان الأستاذ أنور الجندي رئيس فرقة فنون للحاجة فاطمة بنمزيان الذي يفتح عدة أوراق في هذا الحوار الجريئ الذي يلامس فيه عدة قضايا نكتشفها في هذا الحوار الشامل، تابعوا التفاصيل:

س: مارأيك في مبادرة السيد الوزير عبد الكريم بنعتيق المتعلقة بدعم الفرق المسرحية والقيام بجولات للجالية المغربية المقيمة بالخارج؟

&سؤالك سيدي يُحيلني لأيام الدراسة حينما كنّا نحفظ عن ظهر قلب روائع القريض العربي،  ونترنم بشعر الزمن الجميل الرائع، وتحديداً هنا وعطفا على سؤالكم أردد شطرين عميقين نظَمهما همّام بن غالب المعروف بالفرزدق أحد شعراء النقائض في العصر الأموي حين قال :

ما قال لا قطُّ إلا في تشهُدهِ

لولا التشهُد كانت لاؤه نعمُ

س : كيف ذلك ؟

ج: كأني بهذا الشعر العذب ينطبق إلى حدّ بعيد على ما قام به الدكتور عبد الكريم بنعتيق الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة في حق المسرحيين المغاربة من كل جهات المملكة، إذ لم يَستثن ولم يقل { لا } لأي فرقة مسرحية قدمت ملفها وفق الشروط القانونية والوثائق المطلوبة، بل قال {نعم } للجميع وهذا أمر محمود وخطوة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ { أب الفنون } فأسعَد بذلك رجالات ونساء المسرح، وأدخل البهجة على أحبائنا وأعزائنا مغاربة العالم، بل وأضاف بشكل موسّع جولات وعروض لفائدة الجمهور الرائع الذواق في إفريقيا …ولكَم كانت سعادتنا غامرة حين كان لفرقتنا شرف تقديم أول عرض مسرحي مغربي بدولة الغابون الشقيقة والصديقة وهنا ننوّه بالدور الدبلوماسي الراقي الذي قدمته لنا سفارة المملكة المغربية بليبروفيل وعلى رأسها السيد السفير عبد الله الصبيحي الفاضل&.

س:  هل هذه المبادرة تخدم المسرح المغربي الذي يعيش مرحلة فراغ كبيرة؟

ج: بكلّ تأكيد مبادرة جد جد طيبة : فمن جهة أنعشت الحركة المسرحية ، ومن جهة أخرى وفّرت فرص العمل  لكثير من الممثلين والممثلات الزملاء الذين  شاركوا في أكثر من عمل مسرحي، وكان حظهم أوفر في إشباع رغباتهم الفنية بتعدد الأدوار وتنوّعها، وأيضا سدِّ حاجياتهم المادية خصوصا أن معظمهم ليست لهم رواتب شهرية قارّة ، فكانت مناسَبة مناسِبة للعيش الكريم هذا الموسم …دون أن ننسى أن هذه الجولات جعلت الجمهور الكريم خارج الوطن يستمتع بثقافة ومسرح بلده وفنانيه المفضَّلين.

غير أنه وكما قال السيد الوزير الدكتور بنعتيق، ولطالما نادينا  نحن أيضا بذلك: وَجب على الفرق أن تنسّق فيما بينها  بشأن التواريخ والمدن حتى لا تتداخل العروض وتتزاحم مع بعضها البعض في المدينة الواحدة، وهذا ما حاولت القيام به شخصيا في فرقتنا بمعية بعض الفرق الأخرى، بل- والله شاهد – ورؤساء الفرق على ما أقول أيضا من الشاهدين، أني توليت تطوعاً ومحبّة (اللهم لا مَنّ) تنسيق برنامج جولات عدة فرق مسرحية من مختلف المدن المغربية، ووظفت علاقاتي الدولية – بكل تواضع – لإنجاح هذه المبادرة التاريخية، حتى تصادف النجاح المرتقب ويُكتب لها الإستمرارية بل ونطمح ونطمع في رُقيِّها وتوسيعها ورفع سقف ميزانياتها في قابل المواسم بإذن الله تعالى&.

س: هل في نظرك السيد الوزير قام بمبادرة كان يجب أن تكون في السنوات الماضية حتى تبقى الفرق المسرحية تمارس نشاطها وتلتقي بجمهورها ؟

ج : &كلّ شيء  يأتي في أوانه وإبانه، ولكلّ زمان رجالاته&.

س:  نعرف أن فرقة فنون لفاطمة بنمزيان هي أكثر الفرق نشاطا ولقاءا بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ماهي انطباعاتكم وأنتم تعرضون لسنوات طويلة عروضكم خارج أرض الوطن؟

ج:  &بدأنا هذه المغامرة منذ سنوات عديدة وبمجازفات مادية شخصية من صندوق فرقتنا، أو لنقل من جيوب جلبابينا أنا العبد لله وأمّي الغالية المرحومة الحاجة فاطمة بنمزيان أسكنها الله فسيح جناته، خضنا غمار هذه التجربة في زمن عزّت فيها الرحلات والجولات المسرحية خارج الوطن، إلا من فرقتنا وفرقة الفنانين الأستاذين الحاج محمد الجم وعبد اللطيف الدشراوي، وكانت فعلا مغامرة أن تقوم أي فرقة على حسابها الخاص بمثل هكذا جولات&.

س: نلاحظ أن عروضكم قليلة شيئا ما بالمغرب ماهي أسباب ذلك؟ هل لغياب الدعم المادي أم أن قطاع المسرح أصبح غير مرغوب فيه؟

ج:”فعلا وبكل حسرة وحزن وألم نقول ذلك، خصوصا أن طبيعة المهرجانات التي تشهدها المملكة  في فصلي الربيع والصيف والأعياد الوطنية تحت إشراف ودعم المجالس المنتخبة وما أكثرها، تكاد جلّها  لا تُدرِج  فقرة المسرح رغم الميزانيات الضخمة التي تُرصد لهذه التظاهرات، إذ لا تعير إهتماما للمسرح وأهله – اللهم بعض المدن القليلة نذكر منها على سبيل المثال: تيفلت وأمزميز وميسور وسلا وغيرهم …

وتبقى وزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس هما الملاذ والمتنفّس لنا باقتنائهما لبعض العروض اليسيرة جداً  – ونتفهم  بصدر رحب محدودية ونُذرة هذا الإقتناء، إذ العدد الكبير والمتزايد للفرق المسرحية يُحتّم غلافا ماليا محترما، بيد أن ضعف ميزانيتيهما يقف حاجزا أمام إرضاء الجميع، خصوصا وأن الوزارة والمسرح الوطني يسعيان  لتكافؤ الفرص والتوزيع النزيه  بين فرق الأجيال المسرحية  الثلاثة، وبالتالي لا يمكن لوزارة الثقافة ولا لمؤسسة مسرح محمد الخامس أن يفيا بالغرض ولو إجتهدا”.

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق