رياضة

صحوة نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم

إن التراجع الكبير الذي عاشه المحيط الرجاوي على المستوى التسييري خلال فترة رئاسة سعيد حسبان ، الذي كافح لتجاوز تركة ديون الرئيس محمد بودريقة ، وحراك الجمهور العاشق لخضراء البيضاء، وصحوة المنخرطين الذين يرون بأم أعينهم جدارات القلعة الخضراء تتصدع ، بعد الصورة المتميزة لنسور حلقوا بالوصافة في سماء النسخة العاشرة لبطولة كأس العالم للأندية أمام العملاق البافاري بايير ميونيخ الألماني.
ولن أكون مبالغا إذا قلت بأن كل فعاليات الرجاء عاشت خلال الخمس السنوات الماضية فوق بركان من الإعصارات والتطاحنات ، ما آل إلى تكوين لجنة مؤقتة من الحكماء يقود قاطرتها المحنك امحمد أوزال ، والتي عرفت كيف ترأب هذا التصدع بالتسيير العقلاني ، مسايرة الظروف المعاشة الآنية ، بعد وضع جدول للديون الموروثة لتقليصها ، و ملامسة كل المحاور المرتبطة بإعادة تحليق النسور ، و تثبيت دعائم البيت الأخضر بهيكلة جديدة وبخطوات جريئة كفيلة بإنهاء هذه الأوجاع السلبية.
وبالعودة إلى إشهاد التاريخ الرجاوي كأسطورة كروية مغربية عالمية ، خرجت للوجود بخصائص استثنائية ، جاء ميلادها كفريق خارج التصنيفات لا يلهث خلف التوشيحات ، بقدر ما أسس نظرية جديدة في الأداء الفرجوي الآسر للقلوب الرجاوية ، باللمسات الساحرة ذات العشق الغير المنتهي ، بفضل هندسة المرحوم الأب جيكو ، الذي اختار لون الطبيعة السندسية شعارا لنسور بدأت التحليق عاليا بأجنحة خضراء ، بعد انطلاق البطولة الوطنية المغربية سنة 1957 (61 عام ) من العطاء الكروي ، كان للأجيال المتعاقبة شرف تزيين خزانة القلعة الخضراء بحصيلة : 11 بطولة وطنية ، 8 كؤوس العرش ، بطولة كأس إفريقيا للأندية البطلة ، 3 كؤوس لعصبة الأبطال القارية ، كأس الكونفدرالية الإفريقية ، ومشاركتين في كأس العالم للأندية .
والآن !. فقطار اللجنة المؤقتة للحكماء يسير على السكة الصحيحة ، بعدما وضعت برنامجا مدروسا للموسم الرياضي الجديد : 2018/2019 ، يواكب المشاركات الأربعة : البطولة الوطنية – كأس العرش – كأس الكونفدرالية الإفريقية – الكأس العربية للأندية ، حيث انطلقت الاستعدادات أواخر شهر يونيو الماضي ، وقامت بتسريح كل من مومن الوادي – كيدجي –بلمعلم – عوبادي – خضروف – كروشي ،وإعارة الثلاثي : خلدان – التومي – جولال، مقابل التعاقد مع : نياسي – العلمي – باهي – جبرون – الروتبي – الحدادي – الورفلي – رحيمي ، ما آل بالمدرب الاسباني كارلوس غاريدو إلى وضع تصور نموذجي لنسور بدأت تحلق في سماء الرجاء ، دشنته بالفوز الثنائي على أسيك ميموزا الإيفواري ذهابا : 0-1 وإيابا : 4-0 ضمن الجولتين الثالثة والرابعة لكأس الكاف ، فوزين بوءا الرجاء قيادة المجموعة الأولى ، في انتظار المبارتين المتبقيتين في الكونغو أمام فيتا كلوب – السبت 18 غشت ، وبالمغرب أمام أدوانا ستار الغاني – الأربعاء 29 غشت ، على أمل المشاركة في كاس الأندية العربية ، بمواجهتي نادي السلام زغارتا ، بلبنان يوم الأحد 12 غشت وبالمغرب يوم السبت 29 سبتمبر ، مع العلم أن انطلاق البطولة الوطنية سيقص شريطها ابتداء من السبت 25 غشت ، قبل إجراء الإقصائيات الأولى لكأس العرش.
الخلاصة . ! أن القبعة ترفع للجنة المؤقتة للحكماء الذين استجابوا لجمهور ومنخرطي نادي الرجاء البيضاوي ، بإعادة الريادة لجمهور النسور ، الطامحين إلى التحليق عاليا على المستويات الوطنية الإفريقية العربية والعالمية ، لتدشين عهد جديد تحكمه ضوابط رجاء الألفية الثالثة ، ولتعزيز مكانة الرجاء في الخريطة الكروية المغربية ، وجعله قاطرة حقيقية لرياضة كرة القدم الوطنية .
شقرون

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق