سياسة

مسار الثقة و الدينامية الجديدة لعزيز اخنوش تربك أوراق الخصوم السياسية …

بعدما أصدر حزب التجمع الوطني للأحرار كتابا يحمل عنوان “مسار الثقة: في خدمة نموذج جديد للتنمية”. الذي يضم ثلاثة أجزاء (مسار الاستقلال)، و(فرصة للجميع)، و( مسار الثقة : لنبنيها معا)، مقسمة إلى عدة فصول، ويتناول هذا الكتاب، الذي يعد مساهمة أولى من عرض الإصلاح ومنبرا للنقاش حول النموذج الجديد للتنمية في المغرب الذي دعا إليه الملك محمد السادس، مواضيع مختلفة بدءا من التشغيل وصولا إلى الصحة ثم التعليم.

هذا الكتاب الذي يعتبر تحول في عالم السياسة بالمغرب يشير إلى شيء، إيجابي، و هو مساهمة في الإصلاح ومنبرا للنقاش حول النموذج الجديد للتنمية في المغرب الذي دعا إليه ملك البلاد.

بعثر عزيز أخنوش سليل أسرة أولحاج المقاومة، ابن الرجل لعصامي من اهل الجنوب السوسي، أوراق و حسابات الخصوم السياسية، حيث بعد ما يقارب العقدين من الزمن، ها هو أخنوش، مرة أخرى تعود به الحسابات السياسية الجديدة، وضرورة البناء التنافسي، إلى مرحلة فارقة من تاريخ المغرب السياسي.

إن ما يقارب العشرين عاما الأخيرة، كانت مسارا سياسيا منهكا للنخب الحاكمة في البلاد، وللشعب أيضا. فتهافت وفقدان المصداقية لدى مدبري الشأن العام، وعلى جميع المستويات معارضة وحكاما، جعلت من السياسة ممارسة بئيسة و مفلسة . كما أن  التغيرات الكبرى التي عاشها العالم ،بعد انهيار القطبية الدولية، وجدار برلين واختفاء قسري للدب السوفياتي من حلبة الصراع الإيديولوجي، أثرت بشكل عام وسلبي على توجهات الشعوب في قراءتها للمستقبل وممارستها وسلوكها السياسي، حيث طغى قلق نظري كبير على الجميع، وفي مثل هذه المراحل تكون نوستالجيا الماضي والعودة الى الأصول، وخطاب الأخلاق هي بوصلة التوازن الوحيدة عند الجماهير.

المغرب أيضا لم ينج من هذا النكوص السياسي، وأكبر دليل على بؤس المرحلة هو “بروفايلات” أغلب قادات المؤسسات الحزبية. ففي الوقت الذي ألف المواطن المغربي في القرن الماضي، شخصيات من العيار الثقيل والوازن تاريخيا وثقافيا ووطنيا ودوليا، كفاءات نظرية وميدانية من قبيل: المهدي بنبركة وعلال الفاسي والمختار السوسي ومحمد عبد الكريم الخطابي، وعزيز بلال والمهدي المنجرة ومحمد عابد الجابري وعبد الله العروي والحليمي والكثيري وآخرون يضيق المجال لذكرهم…. أصبح الآن مجرد كلامنجي من قبيل عبدالإله بنكيران و إلياس العماري عاهة على السياسة بالبلاد لأن الشعبوية والمزايدات الفجة تقتل السياسة وتصيب العقل بالشلل، وتجعل الأحزاب، رغم تاريخها، تنسى أجندتها الذاتية والداخلية، وتفضل تشطيب أبواب الناس بدل الانكباب على المنزل الخاص.

هل سينجح أغاراس في قطع الطريق على ديكتاتورية الأقلية، وإقناع الشعب الذي لم يقرر بعد بأغلبيته المشاركة في اللعبة السياسية؟

كلنا نعلم أن بنكيران لا يمثل أغلبية الشعب المغربي، ونعلم كذلك أن هناك غياب رؤية وثقافة سياسية واعية ومسؤولة لحزب الجرار.

خطاب المصداقية والمظلومية والأخلاق انتصرت في الأخير من خلال بروفايل بنكيران ، على خطاب التصفية والمؤامرات لدى إلياس العماري، وشعبوية شباط ولشكر، وانتهازية بنعبد الله، وتعب تاريخي لخطاب اليسار وعزلة منيب.

الآن هناك مسار قوي و دينامية جديدة للأحرار التي ستعيد الثقة للمواطن و ستكون هناك مواجهة ضارية بالتأكيد بين خطاب للمصداقية وأغارس يحمله أخنوش، ومشروع التجييش والمظلومية يحمله بنكيران و العماري لإيقاف زحف التجمع . لأول مرة في هذا الصراع تحدث مواجهة من هذا الحجم، بين رجل يحمل مشروع و أشخاص فشلوا داخل مؤسسات أحزابهم .

أمين شطيبة

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق