في بداية الموسم الرياضي عاشت الجماهير الرجاوية حلما سرعان ما تحول إلى كابوس مرعب عند نهاية المنافسات الكروية، الوعود الوردية للرئيس السابق “عزيز البدراوي” تبخرت مع مرور الوقت وأصبحت كلام لا يسمن ولا يغني من جوع.
“عزيز البدراوي” عند توليه رئاسة الرجاء صرح في أكثر من مناسبة أن همه الوحيد هو إعادة الرجاء الى سكة الالقاب، إلا أنه أخلف الوعد وادخل الفريق في نفق مظلم، وتبين أن كلامه المعسول كان من أجل الحصول على عطف ودعم الجماهير الرجاوية.
هيكلة نادي الرجاء من جديد على المستوى التسييري والتقني، انتدابات وازنة، المشاركة في سوبر الليغ، اقتناء حافلة بموصفات عالمية، التتويج بالألقاب الوطنية والقارية، كلها وعود قدمها البدراوي، لكن للآسف لم يتحقق منها شيء، على العكس الرجاء عاش سوء تدبير واضح وعشوائية كبيرة، تسببت له في موسم صفري.
حب جماهير الرجاء واستعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس من أجل رؤية فريقهم في أفضل المستويات، كلها عوامل استغل “عزيز البدراوي” وسلك الطريق السهل بنهجه سياسة “الصينية”، واطلاق حملة “رجا معانا” من أجل جمع التبرعات، مع العلم أنه صرح في أكثر من مناسبة أن المشكل المادي لن يقف حجر عثرة أمام رغبته واصراره في إعادة النسر الرجاوي الى التحليق مجددا فوق سماء الألقاب.
ومازاد الطين بلة هو تنحيه عن كرسي الرئاسة وهروبه الماكر من المسؤولية، وترك الفريق غارق في النزاعات سواءا مع اللاعبين الذي قام بانتدابهم، أو مع الركائز الأساسية التي استغنى عنها دون أن يجد حل توافقي معاهم، والنتيجة في الأخير كانت الاقصاء من دوري أبطال افريقيا، والابتعاد عن المنافسة على البطولة أو حتى على المراكز المؤهلة إلى المشاركة في المسابقات الإفريقية.
وفي جمع عام لم تتضح فصوله ولا معالمه وبالتصويت من أغلبية منخرطي الرجاء، ترك “عزيز البدراوي” كرسي الرئاسة الى الرئيس القديم الجديد “محمد بودريقة”، الذي عاد الى أحضان النادي الذي صنع له اسم في عالم كرة القدم الوطنية.
“محمد بودريقة” خلافا لما فعله “عزيز البدراوي”، شكل مكتبه من أسماء مألوفة عند الرجاويين وأغلبيتهم منخرطين وسبق لهم الاشتغال في المكاتب السابقة، وقدم مشروعه التسييري أمام وسائل الإعلام، وقطع وعد على نفسه أمام مكونات الرجاء بأنه سيعيد الفريق إلى مكانته الطبيعية سواءا وطنيا أو قاريا.
الرئيس الجديد القديم “محمد بودريقة” أبان في خرجاته الإعلامية على نضج تسييري كبير، وأكد أنه اكتسب التجربة وتعلم من أخطائه السابقة، وكأنه يحاول أن يقول أن عودته للرجاء هي من أجل إصلاح ما أفسده سابقا.
وفي خطوة كانت منتظرة، استهل المكتب المسير الجديد للرجاء عمله بإقالة المدرب التونسي “منذر الكبير”، وتعيين الإطار الألماني “زينباور” خلفا له، من أجل ضخ دماء جديدة في شرايين نادي الرجاء، واصلاح مايمكن إصلاحه قبل نهاية الموسم.
الا أنا خطوة المكتب المسيير لم تمنع الرجاء من الخروج بموسم صفري، وضياع آخر آمل للمشاركة في كأس الكونفدرالية الإفريقية الموسم المقبل، وانقاد ماء وجه الفريق والعشوائية التي عاشها منذ بداية الموسم، حيث مخلفات الإنتدابات العشوائية للمكتب السابق لازالت ترخي بظلالها على الفريق الأخضر.
بعد ضياع آخر حلم للتتويج بأحد الألقاب هذا الموسم وضمان المشاركة في كأس الاتحاد الإفريقي، أصبح المكتب المسير للرجاء أمام امتحان صعب لاثبات ذاته وتضميد جراح النسر الرجاوي، حيث تنتظره مجموعة من التحديات أبرزها تسوية النزاعات المالية ورفع المنع عن التعاقدات، وتكوين فريق تنافسي قادر على المنافسة بقوة على الألقاب.