ثقافة وفنون

لا أوبخ أحدا ..جديد أعمال الشاعر مصطفى ملح

صدر عن منشورات مقاربات عمل أدبي جديد عبارة عن ديوان شعري بعنوان “لا أوبخ أحدا”، للشاعر والأديب المغربي، ابن مدينة برشيد مصطفى ملح، فكان لكواليس le 7tv هذا الحوار الذي أجرته معه الصحفية نادية الدحماني. 
-قمت بإصدار عمل أدبي جديد بعنوان لا أوبخ أحدا، حدثنا عن هذا الإصدار وماهي الرسالة التي توجهها من خلاله إلى القارئ؟ وكيف نشأت فكرة هذا العمل؟

“لا أوبخ أحدا” هو مجموعتي الشعرية الثامنة، حاولت من خلاله أن أتخلى عن الجري العالي، والإيقاع الباذخ، محاولا الارتكان إلى التأمل، وفكرة توبيخ العالم والسعي إلى محاكمته هي فكرة كلاسيكية طالما راودت الشعراء، خاصة فيما يعرف بالشعر الإيديولوجي ذي الشعارات الاجتماعية، أنا في هذا الديوان متقشف لغويا وسياسيا، فلا جدوى من محاكمة الآخر، بل السعي إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح والتشاركية على اعتبار أننا نعيش في مجتمع آيل للسقوط والانهيار على مستوى القيم، وبالتالي فنحن أحوج إلى التواصل والتفاعل.

-يمكن للتجربة الشخصية “الحياتية” المعيشية والتخييلية للكاتب أن تلعب دورا كبيرافي تقديم نص ابداعي زاخر بالحس الصادق والبعد الوجداني العميق. بمعنى ما يراه الكاتب في مرحلته وما يعانيه يمكن تسخيره في خدمة نصه الابداعي. هل هذا العمل الأدبي مستمد من سيرتك الشخصية أم  من الخيال؟

أما فيما يتعلق بجانب السيرة الذاتية فهو ملمح أساسي في كتاباتي الشعرية جميعها، انطلاقا من ديواني الأول (دم الشاعر) الصادر عن وزارة الثقافة سنة 2006 مرورا بديواني (رماد الشمس) ثم (أجراس بعيدة) و(أمواج في اليابسة) و(سماء لا تسع السرب) وغيرها، إن السيرة الذاتية ليست مجرد رصد لما تعيشه الذات بمعزل عن صراعات الواقع، وإنما هي توصيف عميق اجراح الذات والمجتمع في وفت واحد وبصورة فيها الكثير من التلاحم والجدلية.

-ماهي الإكراهات والصعوبات التي واجهتها فيما يتعلق بالكتابة والنشر؟

بلا شك أنني وجدت صعوبات وعراقيل فيما يتعلق بنشر كتبي، فمسؤوليتي كشاعر هي التعبير والإبداع والتخييل، وهذا ما أحاول أن أقوم به قدر المستطاع، أن أطور طريقة الكتابة باستثمار تقنيات جديدة، والابتعاد عن البلاغة التقليدية، واعتماد اليومي والمألوف مع مزجه فنيا ببعض الملامح السوريالية دون السقوط في التعتيم، أحاول أن أجتهد لأكتب نصا يستحق القراءة، لكن مسألة النشر هي مسؤولية المؤسسات ودور النشر والداعمين للشأن الثقافي في هذا الوطن، بالنسبة إلي لا أحد يدعمني لا من قريب ولا من بعيد، خاصة أنني أعيش بمدينة يدعم مسؤولوها كل أشكال الفرجة الشعبوية والتهريجية، لكنه يصدون عن الثقافة، وهذا أمر مؤسف حقا، إن الإنتاج الثقافي هو رأسمال رمزي حقيقي من شأنه أن يرفع من قيمة المدينة، لكن المسؤولين لا ينتبهون إلى هذا الأمر، وعلى الرغم من أنني وحيد وغريب مثل صالح في ثمود فإنني أمضي في طريقي غير آبه بالمتاريس والأشواك المنتصبة في طريقي من أجل أن أكتب نصوصا شعرية تستحق القراءة بمحبة.

-ماهي مخخطاتك المستقبلية؟

فيما يتعلق بمشاريعي المستقبلية، سيصدر لي بعض الكتب منها روايتي (صياد الليل) عن دار النشر القصبة، ومجموعة قصصية للأطفال بعنوان (أعشاب تنمو في القلب) عن دار النشر السليكي أخوين، ورواية للفتيان بعنوان (الطفل الذي هزم الغول) عن دار النشر إديسيون بلوس، وهذه الكتب في المطبعة وسترى النور قريبا، كما أنني أنهيت كتابة جملة من الكتب منها الشعري والسردي، وسأتركها فوق الرفوف برفقة الغبار والنسيان حتى يأتي يوم ترى فيه النور.

نادية الدحماني

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق