سياسة
أبرز ما جاء في كلمة ناصر بوريطة خلال الندوة الصحفية المشتركة مع نظيره التشادي عبد الرحمن غلام الله
رحب ناصر بوريطة lوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في بداية الندوة بزيارة عبد الرحمن غلام الله، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتعاون الدولي والتشاديين في الخارج في جمهورية تشاد، مبرزا أن هاته الزيارة تكتسي طابعا خاصا لكونها أول زيارة رسمية له بهاته الصفة ولكونها تتحقق في هذه الربوع العزيزة من التراب الوطني التي تشكل حلقة وصل بين المغرب وإفريقيا وكذا لكونها تتزامن مع ذكرى استرجاع وادي الذهب التي تترجم ارتباط ساكنتها بالعرش العلوي المجيد وتجديدهم البيعة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله كما تتزامن مع احتفال جمهورية تشاد بالذكرى الرابعة والستين لعيدها الوطني واستقلالها، مما يعطي للزيارة دلالة خاصة من حيث الأواصر القوية التي تجمع بين البلدين.
وذكر بوريطة خلال الندوة المشتركة مع نظيره التشادي بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله كان أول من بادر لتهنئة فخامة الرئيس محمد إدريس ديبي، من خلال برقية
أشاد فيها بنجاح المرحلة الانتقالية. كما جدد التهنئة لنظيره ومن خلاله للسلطات التشادية على نجاح الفترة الانتقالية التي تم تدبيرها بشكل حكيم، بفضل ريادة فخامة الرئيس محمد ادريس ديبي، مما مكن تشاد اليوم من المرور للجمهورية الخامسة وعقد انتخابات رئاسية، تم من خلالها تجديد الثقة في فخامة الرئيس لقيادة تشاد في المرحلة المقبلة.
وبعد التأكيد على الاهتمام الخاص الذي يوليه قائدا البلدين لتقوية أواصر الصداقة والتعاون الثنائية، أشار بوريطة إلى أن مباحثات اليوم انكبت على سبل وآليات تعزيزها، خاصة من خلال عقد كل من اللجنة المشتركة واللجنة الاقتصادية والتجارية وبرمجة منتدى اقتصادي مغربي – تشادي في نجامينا خلال الأشهر المقبلة وتعزيز برنامج منح التكوين لفائدة الطلبة التشاديين برفعه من 150 إلى 180 وعودة للخطوط الملكية المغربية قريبا الى نجامينا لتعزيز التبادل الإنساني بين البلدين. كما تم الاتفاق على إعطاء زخم جديد للحوار والتنسيق السياسي، خاصة في إطار الاتحاد الإفريقي وتجمع دول الساحل والصحراء (CEN-SAD)، وذلك انطلاقا من الدور المحوري لتشاد كفاعل أساسي في مكافحة الإرهاب وعنصر استقرار مهم في منطقة تعرف بؤرات توتر واضطرابات متعددة.
وأبرز بوريطة أن افتتاح القنصلية اليوم من طرف نظيره التشادي جاء تفعيلا لقرار فخامة الرئيس محمد إدريس ديبي وفي سياق مهم ينسجم مع المواقف الثابتة لتشاد والداعمة للوحدة الترابية ولسيادة المغرب على كل ترابه، بما في ذلك الصحراء المغربية، وهو ما تم التأكيد عليه في البيان المشترك الذي تم التوقيع عليه اليوم. كما جاء في إطار الزخم الهام الذي يعرفه ملف الوحدة الترابية، بقيادة جلالة الملك، خلال السنوات الأخيرة وذلك عبر توالي الاعترافات بسيادة المغرب على صحرائه والدعم لمبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية كأساس وحيد للتوصل إلى حل لهذا النزاع الإقليمي.
وخلال الندوة، ذكر بوريطة بأن افتتاح قنصلية تشاد يرفع عدد القنصليات المفتوحة عمليا بالأقاليم الجنوبية المغربية إلى ثلاثين منها اثنتان وعشرون لدول إفريقية، بما يمثل 42 بالمئة من دول مختلف مناطق القارة. وبذلك أصبحت تشاد سابع دولة افتتحت قنصلية لها بالأقاليم الجنوبية المغربية من بين أعضاء المنظمة الاقتصادية لدول إفريقيا الوسطى (CEEAC) لترفع عددها إلى الثلثين، وذلك على غرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا CEDEAO التي أقدم ثلثاها على نفس المبادرة، هذا بالإضافة إلى ثلث أعضاء مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (SADC).
وأوضح أنه بالإضافة إلى دلالته كتعبير صريح على الدعم الواضح لسيادة المغرب على ترابه، فإن افتتاح القنصليات بالمناطق الجنوبية يمنح أداة لتعزيز التعاون الثنائي. ثم أفاد أنه وفق هذا المنظور تم الاتفاق على جعل قنصلية تشاد بالداخلة رافعة للتعاون الاقتصادي ولدعم العلاقات الثنائية، وكذلك لدعم برنامج منح التكوين لفائدة الطلبة التشاديين بمختلف معاهد المناطق الجنوبية التي تحتضن أكثر من مئة وستين طالبا من مختلف الدول الإفريقية.
كما سجل بشكل خاص أن افتتاح قنصلية تشاد بالداخلة، يشكل لبنة أخرى في إطار تفعيل مبادرة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، المرتبطة بتسهيل ولوج دول الساحل الى المحيط الأطلسي، وذلك انطلاقا من كون تشاد فاعلا أساسيا في هذه المبادرة الملكية التي انخرط فيها منذ إطلاقها وشارك في مختلف مراحلها، وصولا إلى افتتاح القنصلية بالداخلة.
وأشرف ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وعبد الرحمن غلام الله، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتعاون الدولي والتشاديين في الخارج الناطق الرسمي باسم الحكومة في جمهورية تشاد، أمس بالداخلة، على تدشين القنصلية العامة لجمهورية التشاد.