الفيلم المغربي “على الهامش” لمخرجته جيهان البحار ينافس في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط
يواصل الفيلم المغربي “على الهامش”، الذي أخرجته المبدعة جيهان البحار، مسيرته الناجحة في المهرجانات السينمائية الكبرى، حيث يشارك في مسابقتين، المسابقة الرسمية – دول البحر المتوسط للأفلام الطويلة، ومسابقة الفيلم العربي الطويل التي تحمل اسم “نور الشريف”، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ، الذي سيقام في الفترة الممتدة بين 1 و5 أكتوبر المقبل.
وأوضحت شركة الإنتاج “جو فيلم”، في بلاغ لها، أن هذه المشاركة تأتي تتويجا لمسيرة الفيلم المميزة التي شهدت مشاركته في العديد من المهرجانات المحلية والدولية، مما يؤكد مكانته كأحد أبرز الأعمال السينمائية المغربية التي تعكس قضايا مجتمعية هامة برؤية فنية مبتكرة. كما تعد مشاركة “على الهامش” في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط محطة بارزة في مسيرة الفيلم، إذ ينافس ضمن المسابقة الرسمية الدولية لفئة الأفلام الطويلة مع 12 فيلماً من 9 دول.
وأضاف المصدر ذاته أن هذا المهرجان يعتبر من أهم المناسبات السينمائية في المنطقة، إذ يعرف مشاركة 15 دولة أجنبية و11 دولة عربية. ويهدف إلى تسليط الضوء على الإنتاجات السينمائية للدول المطلة على البحر المتوسط، وغيرها، وتقديم منصة للتفاعل الثقافي والفني بين مخرجي ومبدعي هذه الدول.
ويحتضن المهرجان في دورته الـ40 أعمالاً سينمائية متنوعة، تجمع بين قضايا إنسانية واجتماعية وثقافية تعكس الواقع المتنوع للمنطقة المتوسطية. ويُعد اختيار “على الهامش” ضمن هذه المسابقة اعترافاً بجودة العمل الفني وقدرته على معالجة قضايا معاصرة تمس شرائح واسعة من المجتمع المغربي والعالمي.
وبحسب المصدر، فإن العمل الفني “على الهامش” فيلم درامي يمزج بين الجدية والسخرية ليقدم رؤية فنية جريئة حول قضايا التهميش الاجتماعي والاقتصادي. تدور أحداثه حول شخصيات تعيش على هامش المجتمع، تسعى للهروب من ظروفها القاسية وتحقيق طموحاتها رغم التحديات والصعوبات التي تواجهها. إذ يروي الفيلم ثلاث قصص حب متشابكة، تلتقي مصائر الأبطال بشكل غير متوقع، مما يكشف عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها هذه الشخصيات، ويقدم رؤية عميقة لمجموعة من القضايا الإنسانية والاجتماعية.
ومنذ عرضه الأول، تمكن فيلم “على الهامش” من جذب انتباه النقاد والجماهير على حد سواء، حيث حظي بإشادة واسعة بفضل قوته الدرامية وتفرده في معالجة موضوعات حساسة بأسلوب سينمائي مميز. وتمكن الفيلم من المشاركة في عدد من المهرجانات الدولية والمحلية البارزة، ما ساهم في تعزيز مكانته كأحد أبرز الإنتاجات السينمائية المغربية لهذا العام.
وفي السياق ذاته يشارك “على الهامش” في المسابقة الرسمية لمهرجان سلا الدولي لسينما المرأة، إذ يناوله قضايا التهميش والطموح من منظور نسائي يعكس رؤية المخرجة جيهان البحار. كما لاقى الفيلم استحساناً كبيراً من الجمهور المغربي الذي تفاعل مع قصته وشخصياته التي تعكس واقعه.
ولم يقتصر نجاح “على الهامش” على المهرجانات المحلية، بل امتدت أصداؤه إلى الساحة الدولية، حيث شارك في عدة مهرجانات سينمائية بارزة حول العالم. حيث ساعد هذا الانتشار العالمي الفيلم في الوصول إلى جمهور متنوع من مختلف الثقافات، مما يؤكد على قدرته في مخاطبة قضايا إنسانية عالمية بلغة سينمائية راقية.
يتميز الفيلم بأداء قوي من نخبة من نجوم السينما المغربية، حيث تألقت الممثلة الموهوبة مجدولين الإدريسي في دور البطولة، إلى جانب الممثل الكوميدي الشهير عزيز داداس. كما شارك في الفيلم عدد من الأسماء اللامعة في السينما المغربية، مثل هند بن جبارة، خليل أوباعقا، وفاطمة الزهراء بناصر، وعبد اللطيف شوقي. وقد تمكن هؤلاء الممثلون من تقديم أداء قوي يعكس التعقيد النفسي والاجتماعي لشخصيات الفيلم، مما أضفى عمقاً على العمل السينمائي.
تُعتبر جيهان البحار واحدة من أبرز المخرجات في السينما المغربية اليوم، حيث استطاعت أن تجمع بين الإبداع الفني والجرأة في تناول القضايا المجتمعية الحساسة. ويأتي فيلم “على الهامش” كجزء من مسيرتها الإبداعية التي تسعى من خلالها إلى تقديم رؤية سينمائية تعكس الواقع المغربي وتطرح تساؤلات حول الهوية، والطموح، والتهميش، والتحديات الاجتماعية لتكون بالتالي “صوت مكن لا صوت له”.
واستطاعت البحار من خلال هذا الفيلم أن تقدم رؤية إخراجية متقنة، تمزج بين المشاهد الدرامية المؤثرة والمواقف الكوميدية السوداء، مما منح الفيلم طابعاً فريداً ومميزاً. هذا التميز لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لسنوات من العمل الدؤوب والبحث عن أساليب سردية جديدة تعكس تنوع وتعقيد المجتمع المغربي.
ومع استمرار مشاركته في مهرجانات السينما الدولية، يسعى “على الهامش” إلى تعزيز مكانته كأحد الأعمال السينمائية المغربية التي تتجاوز الحدود المحلية لتصل إلى جماهير أوسع حول العالم. ويأتي ترشيحه للمنافسة في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط كاعتراف جديد بأهميته الفنية والاجتماعية.