المغرب يخطو خطوات ثابتة نحو توطين الصناعات العسكرية “أول طائرة بدون طيار”
✍🏻 فاطمة الزهراء الجلاد
يشهد المغرب تطورات ملحوظة في مجال الصناعات العسكرية، حيث حقق نجاحاً كبيراً في أولى تجاربه لاختبار طائرة “أطلس” بدون طيار، وهو الإنجاز الذي يمثل قفزة نوعية في سعي المملكة نحو توطين هذه الصناعات الحيوية.
**طائرة “أطلس”.. بداية فصل جديد**
أعلنت شركة “Aerodrive Engineering Services” عن نجاح تجربة الطيران الأولى لطائرة “أطلس”، مؤكدة أن هذا الإنجاز يمثل خطوة مهمة في تطوير نظام جوي غير مأهول قادر على أداء مهام الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية في ظل مختلف الظروف الجوية. وقد أثبتت الطائرة قدرتها على توفير بيانات استخباراتية في الوقت الحقيقي، مما يعزز من قدرات القوات المسلحة المغربية.
**توطين الصناعات العسكرية.. رؤية وطنية**
يأتي هذا الإنجاز في سياق الرؤية الوطنية لتوطين الصناعات العسكرية في المغرب، والتي تهدف إلى بناء قاعدة صناعية وطنية قادرة على تلبية احتياجات القوات المسلحة وتطوير قدراتها. وقد اتخذت الحكومة المغربية العديد من الخطوات في هذا الاتجاه، من خلال إصدار تشريعات جديدة وتخصيص مناطق صناعية متخصصة في مجال الدفاع.
ويظهر من خلال هذه التجربة، وفق المتابعين للموضوع، “سعي القطاع الخاص المغربي إلى الانخراط في الورش الوطني للتصنيع العسكري بعدما عبرت الدولة خلال السنوات الماضية عن توجهها لتوطين صناعات عسكرية بالمملكة، إذ كانت البداية بالشق التشريعي، قبل الوصول إلى تحديد منطقتين صناعيتين في مجال صناعات الدفاع مؤخرا”.
وكان المجلس الوزاري، المنعقد في فاتح يونيو الماضي، قد صادق على مشروع مرسوم بإحداث منطقتين للتسريع الصناعي للدفاع، والذي يروم توفير مناطق صناعية تحتضن الصناعات المتعلقة بمعدات وآليات الدفاع والأمن وأنظمة الأسلحة والذخيرة.
**شراكة القطاعين العام والخاص**
يشجع المغرب على مشاركة القطاع الخاص في هذا المشروع الوطني، وذلك من خلال توفير المناخ الاستثماري المناسب وتشجيع الشراكات مع الشركات الأجنبية المتخصصة. ويرى الخبراء أن هذا التعاون بين القطاعين العام والخاص هو مفتاح النجاح في توطين الصناعات العسكرية، حيث يجمع بين الموارد المالية والتكنولوجية للقطاع الخاص والخبرة والقدرات المؤسسية للقطاع العام.
**أهمية الصناعات العسكرية**
تكتسب الصناعات العسكرية أهمية متزايدة في ظل التحديات الأمنية التي تواجه العديد من الدول، حيث تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار وتعزيز القدرة على التصدي للتهديدات المختلفة. كما تساهم هذه الصناعات في تطوير التكنولوجيا وتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال خلق فرص عمل جديدة وتنمية القدرات الصناعية.
يمثل نجاح تجربة طائرة “أطلس” بداية فصل جديد في تاريخ الصناعات العسكرية المغربية، حيث يؤكد على جدية المملكة في تحقيق أهدافها في هذا المجال. ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطورات كبيرة في هذا القطاع، مما يساهم في تعزيز مكانة المغرب كقوة صناعية وعسكرية في المنطقة.