عزيز أخنوش: اليوم الوطني للصناعة فرصة لتقييم المكتسبات والتخطيط لمستقبل القطاع الصناعي المغربي
✍🏻 فاطمة الزهراء الجلاد
أكد رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، أن اليوم الوطني للصناعة يشكل مناسبة سنوية لتثمين الإنجازات المتحققة وتبادل الأفكار حول التحديات الوطنية الكبرى والمتغيرات العالمية المؤثرة على القطاع الصناعي. جاء ذلك خلال الدورة الثانية لهذا الحدث، التي عُقدت في بنجرير، حيث شدد أخنوش على الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس لهذا القطاع الحيوي، الذي يعتبر ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في المغرب.
وأشار أخنوش إلى أن الملك محمد السادس أكد في كلمته الموجهة للمشاركين في الدورة الأولى لليوم الوطني للصناعة على التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في القطاع الصناعي خلال العقدين الأخيرين. وأوضح أن هذا التقدم تحقق بفضل تبني المغرب لمبدأ الانفتاح الاقتصادي العالمي واعتماده على استراتيجيات طموحة ومحددة، مستندة إلى رؤية شاملة.
وأضاف رئيس الحكومة أن هذه الاستراتيجيات تم تعزيزها ببنية تحتية صناعية ولوجستية متطورة، مثل ميناء طنجة المتوسط الذي يحتل المرتبة الأولى في البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، وشبكة الطرق السريعة التي تمتد على 1,800 كيلومتر، بالإضافة إلى تعبئة أكثر من 13 ألف هكتار من الأراضي الصناعية وإنشاء حوالي 150 منطقة صناعية.
وتحدث أخنوش عن الإصلاحات الهيكلية التي رافقت هذه الاستراتيجيات، والتي تهدف إلى تحسين مناخ الأعمال وتطوير الكفاءات من خلال إنشاء مراكز تدريبية جديدة مثل مدن المهن والكفاءات. وأشار إلى أن هذه الجهود أدت إلى تأهيل رأس مال بشري متميز في القطاع الصناعي، حيث تشكل النساء أكثر من 43% من القوى العاملة فيه.
وأوضح رئيس الحكومة أن الصناعة الوطنية شهدت تضاعف حجمها خلال ربع قرن من عهد الملك محمد السادس، حيث ارتفعت الصادرات الصناعية من 61 مليار درهم في 1999 إلى 376 مليار درهم في 2023، وزاد عدد الشركات الصناعية من 4,500 إلى حوالي 13,000، وارتفعت فرص العمل في القطاع من 477,000 إلى قرابة مليون فرصة عمل.
وأكد أخنوش أن المغرب نجح في تعزيز انفتاحه الاقتصادي عبر اتفاقيات التجارة الحرة التي تتيح الوصول إلى أكثر من 2.3 مليار مستهلك. وأضاف أن الحكومة أدركت التحديات التي تواجه الصناعة الوطنية، والتي تأثرت بالاضطرابات العالمية المتتالية، لذا عملت على إحداث دينامية جديدة في القطاع من خلال مبادرات مثل “بنك المشاريع الصناعية” و”صندوق دعم الابتكار”.
واستعرض رئيس الحكومة عدداً من المشاريع الهيكلية التي أطلقتها الحكومة لدعم الصناعة الوطنية، مثل ميثاق الاستثمار الجديد، والاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، وقانون آجال الأداء، وإنشاء 22 منطقة جديدة للتسريع الصناعي في ثماني جهات، وتخصيص أكثر من 20 مليار درهم للشركات من متأخرات الضريبة على القيمة المضافة.
وأشار أخنوش إلى أن الميثاق الجديد للاستثمار سيقدم تدابير خاصة لدعم الشركات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة، عبر تحفيز الاستثمارات التي تتراوح قيمتها بين مليون و50 مليون درهم، بما في ذلك الشركات الصناعية.
وشدد رئيس الحكومة على أن المغرب يراهن على التحول الطاقي لتحقيق إنتاج خالٍ من الكربون وتعزيز تنافسية الإنتاج الصناعي، حيث يعمل على دخول قطاع الهيدروجين الأخضر من خلال “عرض المغرب” الذي جذب اهتمام كبار الفاعلين العالميين في هذا المجال.
وأكد أن المغرب أصبح اليوم وجهة عالمية في عدة قطاعات متطورة بفضل الاستقرار السياسي والتوازن الاقتصادي تحت قيادة الملك محمد السادس. وأشار إلى أن صناعة السيارات في المغرب شهدت تطوراً ملحوظاً، حيث أصبحت البلاد أول منتج للسيارات السياحية في إفريقيا وأكبر مصدر للسيارات الحرارية إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تصنيع أكثر من 570 ألف سيارة خلال عام 2023، بمعدل يقارب سيارة كل دقيقة.
وأشار إلى أن الصناعات المرتبطة بقطاع الطيران شهدت نمواً مستمراً بفضل ارتفاع حجم صادراتها واستقطاب كبار المستثمرين العالميين، حيث يتواجد أكثر من 140 فاعلاً دولياً في المغرب.
وختم أخنوش كلمته بالإشارة إلى أن الحكومة المغربية تعول على تطوير أداء القطاع الصناعي ليكون رافعة أساسية لإنعاش التشغيل المنتج والمستدام، مؤكداً أن المؤشرات الأخيرة للقطاع تبشر بالخير، حيث تمكن من خلق 92 ألف فرصة عمل خلال النصف الأول من عام 2024، متجاوزاً قطاع الخدمات.
واعتبر رئيس الحكومة أن الدورة الحالية لليوم الوطني للصناعة تشكل فرصة مهمة للمشاركين لتبادل الأفكار ومناقشة التحديات التي تواجه القطاع، مما يساعد على تحقيق أهداف التنمية والانتقال إلى مصاف الدول الصاعدة، وتعزيز جاذبية المغرب للمستثمرين المحليين والدوليين.