يروج بعض المقربين من خالد المنصوري، الرئيس المنتهية ولايته والموقوف من طرف الاتحاد الدولي للجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية، عن استعداده لعقد ندوة صحفية “مفصلة على المقاس” كعادته، بهدف تبرير حالة التخبط و”البلوكاج” التي تعيشها الجامعة، ومنع المغرب من المشاركة في بطولة العالم، إضافة إلى فراغ الحسابات البنكية للجامعة. تعالوا لنناقش بهدوء المغزى من هذه الندوة وتداعياتها المتوقعة.
تذكرنا هذه الحالة بقصة تاريخية بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات والصحفي الشهير محمد حسنين هيكل، حينما اختلفا حول خط تحرير جريدة الأهرام ومنهجية التفاوض مع الولايات المتحدة وإسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973. أزاح السادات هيكل من إدارة الجريدة، التي كانت آنذاك إحدى أكثر الصحف تأثيراً في العالم العربي، وقال له: “يا محمد، ليس من المنطقي أن تظل مصر كلها تقرأ لصحافي واحد.” فرد عليه هيكل بذكاء: “الأخطر من أن تقرأ مصر كلها لصحافي واحد، يا سيادة الرئيس، هو أن تكتب الصحافة كلها في مصر لقارئ واحد.” وكان يقصد بذلك السادات نفسه.
هذه القصة تبرز عبرة هامة: فكما رفض السادات سماع أصوات نقدية، يبدو أن المنصوري بدوره لا يتقبل أن يتابع عشاق الكرة الحديدية صحافياً نزيهاً ومهنياً ينتقده، ويفضل أن تبقى “الصحافة” الخانعة تتحدث بلسانه وحده.
لنحلل أيضاً، وبهدوء، الجانب الخفي في “خرجة” المنصوري المتوقعة وعلاقتها بردود أزيما وتوضيحاته التي نشرها أحد المهتمين بالكرة الحديدية في المغرب عبر فيسبوك. في هذه التوضيحات، كشف أزيما عن مجموعة من الحقائق المثيرة. فهل أدرك المنصوري أن مدة صلاحية تمويه الرأي العام قد انتهت بتوضيحات أزيما؟ وهل يخطط لتمويه جديد عبر توجيه التهم نحو شخصيات محددة، واتهامها بولائها لأزيما كعادته؟
وهل سيشير المنصوري، في ندوته المنتظرة، إلى الحكم الدولي والمسؤول الإعلامي الذي رافق المغرب إلى بنين؟ وهل سيقدم إجابات مدعومة بالحجج والبراهين للرد على انتقادات أزيما؟ أم ستكون الندوة مجرد منصة ليستمع “حواريوه” – عفواً، صحافيوه – له وحده، تماماً كما قال هيكل للسادات؟
غيرتنا كمغاربة تدفعنا للسعي لأن نكون دائماً رمزاً للفخر والاعتزاز، ونرفع الراية المغربية عالياً على الساحة الدولية بكل احترام وتقدير. لكن، في الوقت نفسه، لا نريد أن يصبح المغرب “درعاً واقياً” للدفاع عن شخص بعينه، بل نتطلع إلى تكريس جهودنا لخدمة الرياضة والوطن بنزاهة وشفافية.