الجزائر، الدولة الخبيرة في الأكاذيب والتزييف، تستخدم قناتها AL24 لنشر “الأخبار الكاذبة” !
مرة أخرى، يستخدم النظام العسكري الجزائري آلته الإعلامية لنشر معلومات زائفة وتحويل أنظار الجزائريين عن القضايا الحقيقية. فقد قامت القناة الرسمية الجزائرية AL24 باختلاق قرار مزعوم لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا المنعقد في سوتشي. هذا الفعل لا يعدو كونه تلاعبًا يهدف إلى تبرير مطالب عفى عنها الزمن وإخفاء الحقيقة الدبلوماسية التي تعزل الجزائر أكثر فأكثر على الساحة الدولية.
أثناء الاجتماع الأخير لمنتدى روسيا وإفريقيا، لم تتم دعوة الكيان الوهمي “الجمهورية الصحراوية”، وهو أمر غير مفاجئ، حيث أن هذا الكيان غير معترف به من قبل الأمم المتحدة أو أغلب الدول الإفريقية. فالمنتدى يجمع فقط الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
ومع ذلك، في كذبة سافرة ومتعمدة، زعمت قناة AL24 أن المنتدى تبنى قرارًا يدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير “للشعب الصحراوي” – وهي ادعاءات لا أساس لها من الصحة. هذا الكذب الرسمي أكثر فظاعة لأنه يناقض أهداف المنتدى المعلنة، التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين روسيا والدول الإفريقية ذات السيادة والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة، كما يتضح من البيان المشترك للمنتدى الصادر في 10 نوفمبر 2024:
“يعبر وزراء خارجية روسيا والدول الإفريقية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وقادة مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأجهزة تنفيذية رئيسية، وجمعيات اندماج إفريقية رئيسية، بالإضافة إلى ممثليهم المشاركين في المؤتمر الوزاري الأول لروسيا وإفريقيا، عن التزامهم بمواصلة العمل المشترك لتعميق التعاون وضمان عقد القمة الثالثة لروسيا وإفريقيا بنجاح في 2026”.
لم يتم ذكر هذا القرار المزيف ولا ضم الكيان الانفصالي، مما يعد دليلاً دامغاً على التزوير الصريح من قبل النظام العسكري الجزائري.
هذا الفعل من التضليل الإعلامي ليس معزولاً، بل يدخل ضمن استراتيجية مدروسة للنظام الجزائري: تحويل أنظار الجزائريين عن الأزمات الداخلية باستخدام قضية الصحراء المغربية كوسيلة للاستهلاك الداخلي. من خلال تأجيج الانقسامات، يسعى النظام العسكري في الجزائر إلى تبرير سلطته ونفقاته العسكرية المفرطة على حساب التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. يستحق الشعب الجزائري أكثر من مجرد تلاعبات إعلامية ينظمها جنرالات لا يهتمون سوى ببقاءهم في السلطة.
هذا التزييف الإعلامي يظهر الوضع البائس للنظام الجزائري، المتعثر دبلوماسيًا. في حين تتزايد الشراكات الاقتصادية والسياسية في الصحراء المغربية، يبدو أن الجزائر لم يعد لديها خيار سوى اللجوء إلى تلفيقات مخجلة للحفاظ على ادعاءاتها البالية على الساحة الدولية.
من خلال نشر مثل هذه الأكاذيب، لا تعزز القيادة العسكرية الجزائرية وقناة AL24 إلا صورة نظام بعيد كل البعد عن الحقائق الجيوسياسية وغير مستعد للسير في طريق السلام والتعاون الإقليمي. والمجتمع الدولي، الذي أصبح على دراية متزايدة بالتلاعبات الجزائرية، لن يتسامح مع مثل هذه المناورات المخزية. أما المغرب، فإنه يواصل تطويره للصحراء في ظل سيادته ودعم متزايد من شركائه الدوليين.
سيكون من الأفضل للنظام الجزائري أن يتوقف عن هذه المناورات الإعلامية الوضيعة وأن يركز على احتياجات مواطنيه الحقيقية، بدلاً من ترويج دعاية لا تسفر إلا عن تشويه صورته وزيادة عزلته على الساحة الدبلوماسية.
عبد الرزاق بوسعيد/Le7tv