ثقافة وفنون

الصحفيتان إيمان بروجي ومريم رقيوق تفوزان مناصفة بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في صنف صحافة الوكالة

فازت الصحفيتان بوكالة المغرب العربي للأنباء، إيمان بروجي ومريم رقيوق، مناصفة، بجائزة أفضل عمل صحفي في صنف صحافة الوكالة، برسم الدورة الـ 22 للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، والتي نظم حفل توزيع جوائزها، مساء اليوم الجمعة بالرباط.

ونالت إيمان بروجي الجائزة عن مقال تحت عنوان “سرطان الثدي لدى الشابات.. صراع من أجل الحياة في مقتبل العمر”، فيما توجت مريم رقيوق عن مقالها “الكتابة بصيغة المؤنث: إمكانات كبيرة وبروز ضعيف”.
ونعيد، في مايلي، بث المقالين الفائزين :
سرطان الثدي لدى الشابات.. صراع من أجل الحياة في مقتبل العمر
بقلم إيمان بروجي

الرباط/ 24 أكتوبر 2023 (ومع) كان وجهها شاحبا وبالإمكان سماع دقات قلبها وهي تنسج في مخيلتها السيناريو الأسوأ. مرت حياتها كلها أمام عينيها بسرعة مذهلة، فكرت في صغيرها، في والديها، في زوجها… متسائلة: هل هذا هو الاختبار الأخير؟

في غرفة الانتظار التي كانت تغص بالنساء من جميع الأعمار ومن كافة مناحي الحياة، كانت تمعن النظر في فتاة، بالكاد تبلغ من العمر 18 عاما، والتي، على الرغم من صغر سنها، تظهر شجاعة مبهرة في مواجهة محنتها وتحافظ على ابتسامتها، ولكن على وجه والدتها، يمكن قراءة كل شيء. كانت ملامح الخوف بادية عليها.

“هل يصيب سرطان الثدي النساء الشابات أيضا؟ أليس الكشف ضروريا ابتداء من سن الأربعين؟ “، تتساءل نادية التي اكتشفت وجود كتلة كبيرة إلى حد ما في ثديها الأيمن.

ونظرا لوجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان، حيث أصيبت والدتها وخالتها بهذا المرض، سارعت نادية إلى استشارة طبيب متخصص في الأورام.

تقول نادية في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء : “كنت اعتقد أنني لست معرضة للإصابة بالسرطان في سن 28 “. وبعد إجراء تصوير للثدي بالأشعة السينية، ثم خزعة، ظهرت نتيجة الكشف الطبي التي كانت قاسية وصادمة.

فنبرة تحسر أخبرني الطبيب بأنه “لسوء الحظ، النتائج ليست جيدة، وأنني مصابة بسرطان الثدي مع ورم يبلغ 10 سنتم”، مضيفة أنه حينها “اعتقدت أنني سأموت. فبالنسبة لي، السرطان والموت مرتبطان ارتباطا وثيقا”.
-الكشف المبكر من أجل زيادة حظوظ الشفاء-
خلال مراحل العلاج المختلفة، لم تكن نادية المريضة الشابة الوحيدة، فسرطان الثدي يصيب النساء الأصغر سنا بشكل متزايد.

“لقد رأيت شابات يمتن في مقتبل العمر بسبب تشخيص متأخر”، تضيف نادية التي تدعو “جميع النساء، وخاصة الشابات، إلى الاستشارة الطبية إذا انتابهن أدنى شك. فسرطان الثدي لا يصيب فقط النساء فوق سن الخمسين.

ومن المعروف أن التشخيص المبكر لمرض السرطان يزيد بشكل كبير من حظوظ الشفاء ويقلل من انخفاض معدلات الإصابة بالمرض وانخفاض التكاليف – إذا تم تشخيص السرطان في وقت مبكر.

ويتضمن التشخيص المبكر ثلاثة مراحل، التحسيس بأعراض الأشكال المختلفة للسرطان وبأهمية استشارة الطبيب في حالة وجود مخاوف؛ والقيام بتقييم سريري والولوج إلى خدمات التشخيص؛ والإحالة في الوقت المناسب إلى خدمات العلاج.

ويتمثل الهدف في اكتشاف علامات لسرطان معين أو ما قبل السرطان قبل ظهور الأعراض على الشخص. وعندما يظهر الكشف وجود خلل ما، يتعين إجراء اختبارات إضافية لتحديد التشخيص (إيجابي أو سلبي).

ويؤكد طبيب الأورام منير الباشوشي أنه من الواضح أن أي مرض يتم اكتشافه في بدايته يوفر فرصة أكبر للشفاء مما لو كان في مرحلة متقدمة. واعتبر أن الكشف يجب أن يهم جميع النساء، وخاصة المريضات المعرضات للخطر اعتمادا على الحالة المرضية المعنية.
-علامات يجب مراقبتها-
من المهم أن تقوم أي امرأة، في أي عمر، تلاحظ وجود كتلة غير طبيعية في الثدي، باستشارة طبية في غضون شهر أو شهرين، حتى لو لم تسبب الكتلة أي ألم. تساعد هذه الاستشارة على جعل العلاج أكثر فعالية. في معظم الأحيان، يظهر سرطان الثدي على شكل كتلة غير مؤلمة أو سماكة في الثدي أو على شكل تغير في حجم الثدي أو شكله أو مظهره، أو احمرار، أو تغيرات جلدية أخرى، أو تغير في مظهر الحلمة أو الجلد المحيط بها ، و/أو إفرازات غير طبيعية من الحلمة.

وفي الواقع، يمكن أن يتخذ سرطان الثدي أشكالا متنوعة جدا، وهو ما يفسر أهمية إجراء فحوصات طبية كاملة.

في المراحل المتقدمة، يمكن للسرطان أن يسبب ثقبا في الجلد وتقرحات مفتوحة ليست مؤلمة بالضرورة. ويمكن أن ينتشر سرطان الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم ويسبب أعراضا أخرى.

في أغلب الأحيان، تكون الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الذراع هي أول موقع انتشار يمكن اكتشافه.

غير أنه في بعض الأحيان لا يتم الشعور بالغدد الليمفاوية الحاملة للسرطان. وبمرور الوقت، يمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى أعضاء أخرى مثل الرئتين والكبد والدماغ والعظام. وبمجرد إصابة هذه الأعضاء، قد تظهر أعراض جديدة مرتبطة بالسرطان، مثل آلام العظام أو الصداع.

وحسب الدكتور الباشوشي، فإن عامل الخطر الرئيسي هو بالتأكيد الاستعداد الوراثي في العائلات التي لديها حالات السرطان، مضيفا أنه “من غير ذلك، فقد تعزى الإصابة إلى العديد من العوامل، ولا سيما النظام الغذائي ونمط الحياة وانعدام أو قلة الحركة.

وأكد أن أفضل سبل الوقاية هي تجنب الممارسات المعرضة لخطر الإصابة مثل الكحول والتبغ والنظام الغذائي غير المتوازن والخمول. وإلا، فانه علينا أن ندرك أن هذا لا يحدث للآخرين فقط… ما يؤكد ضرورة استشارة الطبيب بانتظام لطلب اجراء الكشف”، منبها إلى أن عدم وجود تاريخ عائلي معروف لا يعني أن المرأة أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي.

وعلى غرار نادية، تحارب العديد من الشابات السرطان. ففي المغرب، يشكل سرطان الثدي وعنق الرحم مشكلة حقيقية للصحة العمومية، وهما أكثر شيوعا بين النساء. وغالبا ما يتم تشخيصهما في مراحل متأخرة جدا، مما يؤخر علاجهما ويجعل التعافي منهما صعبا.

عندما نتحدث عن سرطان الثدي، غالبا ما نفكر في النساء فوق سن 50 عاما، ولكن اليوم يتم تشخيص العديد من أورام الثدي لدى اللواتي تقل أعمارهن عن 30 عاما.

بإجراء بسيط، التشخيص المبكر، يمكن إنقاذ العديد من الأرواح. جميعا من أجل الكشف المبكر لدى النساء الأصغر سنا !

////////////////////////////////////////////////////////////////

الكتابة بصيغة المؤنث: إمكانات كبيرة وبروز ضعيف
بقلم مريم رقيوق

الرباط 08/ مارس/ 2024 (ومع) حتى وقت قريب، لم تكن اللغة الفرنسية تسعف بكلمة مؤنثة خاصة تطلق على المرأة التي تؤلف الكتب، إذ كانت “Auteur” هي التسمية الدارجة لهذا الغرض. أما اليوم فإن توصيفات من قبيل “Auteure” و”Autrice” و”Auterisse” وجدت طريقها إلى القواميس أو، على الأقل، إلى الاستخدام اليومي.

هذا التطور اللسني يدل في الواقع على تغير في العقليات، حيث حظيت الكتابة النسائية، بعد عقود من الإنكار والتهميش، بالاعتراف بفضل الإنتاج الغزير والأصيل والمتنوع للغاية.

وفي المغرب، كما هو الحال في العديد من البلدان، لم يكن هذا الطريق مفروشا بالورود، فما بين فترة الكاتبات الرائدات في فترة ما بعد الاستقلال (خصوصا خناثة بنونة، أول صحفية ومؤسسة أول مجلة نسائية في المغرب، وفاطمة المرنيسي، عالمة الاجتماع والناشطة النسائية)، وصولا إلى “مدونات” جيل الألفية والجيل الذي يليه، حصلت الكثير من الأمور.

وبحسب السياق التاريخي، فإن المقالات الأولى للنساء، النادرة وغير المألوفة إلى حد ما، جمع بينها قاسم مشترك، تلك الرغبة الشديدة، التي تحولت أحيانا إلى هوس، لكسر الأغلال من أجل إيصال أصوات النساء وإحباطاتهن وتطلعاتهن للتحرر من نير الوصاية. وبطبيعة الحال، كانت النزعة النسوية حاضرة في أعمال هؤلاء الرائدات.

في هذا السياق، قالت عالمة الاجتماع والكاتبة سمية نعمان جسوس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “في السبعينيات، ومع ظهور المنشورات الأولى الموقعة من قبل النساء، كان لا بد لهذه الكتابات الجديدة، التي تناولت مواضيع البحث عن الهوية والتحرر والمساواة بين الرجل والمرأة، أن تثير الاهتمام”، ولهذا تم وسمها بصفة “النسوية”.

وأضافت السيدة جسوس أنه”ابتداء من التسعينيات، لم تعد الكتابات النسائية توصف “بالنسوية” بالضرورة، والدليل هو أن العديد من المؤلفات “النسوية” يكتبها رجال. علاوة على ذلك، فإن هذا المصطلح يحصر الإبداع بالمؤنث والذي يتسم بتنوع كبير، إذ اليوم تكتب النساء في جميع المجالات: السياسة والرياضة والعلوم والبيئة…”.
– أزمة قراءة وأزمة كتابة –
وإذا كان الإنتاج الأدبي والأكاديمي النسائي قد تطور خلال نصف قرن تطورا كبيرا كما ونوعا، سواء في المضمون أو الشكل، فإنه لا يزال دون الطموحات.

وفي عام 2022، من أصل 1572 مؤلفا حاضرا في قطاع النشر في المغرب، كانت هناك 243 امرأة فقط. هو إذن واقع يفرض نفسه، في مجال الكتابة، كما هو الحال في كثير من المجالات الأخرى، هناك سقف زجاجي يحول دون ارتقاء المرأة.

هل يتعلق بتنافر بين النساء قطاع النشر؟ الأمر ليس كذلك، تجيب الكاتبة سعاد الجامعي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. وتقول “يمكن أن أقول لكم، وبوعي تام بواقع الأمور، إن العقود الموقعة مع المؤلفين والمؤلفات متطابقة. صحيح أنه مع أزمة القراءة الحالية، يواجه الناشرون صعوبة في دفع المستحقات في المواعيد المحددة، لكنه واقع يهم الرجال والنساء دون أي تمييز”.

وبالنسبة للجامعي، فإن مسألة النوع الاجتماعي “ليس لها أي تأثير على قرار شراء كتاب أو نشره”. وجهة النظر هذه، تتقاسمها صفاء الوالي، الناشرة بدار النشر الفنك، التي ترى أنه عندما يتعلق الأمر بالقيود، فإن المؤلفين يوجدون في القارب نفسه.

وتضيف “طيلة سلسة الإنتاج، بدءا من التوصل بالمخطوط والتأشير عليه، ووصولا إلى إصداره وتعويض صاحبه، فإن الرجال والنساء يواجهون الصعوبات نفسها. ونظرا لتنامي عدم اهتمام الجمهور بالقراءة، أصبح إصدار كتاب بمثابة نوع من المغامرة للمؤلفين من الجنسين”.

وحسب الوالي، فإن تولي مزيد من النساء لدفة القيادة في دور النشر مكن من إصدار أكبر للإبداعات النسائية، مبرزة في هذا الصدد تجربة دار النشر التي تعمل بها والتي تراعي مبدأ الاستحقاق والاستجابة لعدد من المعايير.
– جيل كاتبات الويب –
على أنه من الواضح أن شبكات التواصل الاجتماعي تشكل أيضا مجالا آخر لجأت له الكاتبات لتقديم إبداعاتهن حيث عوضت منصات مثل “فايسبوك” و”انستغرام” و”تويتر” وعالم المدونات الكتاب الورقي.

فبدلا من خوض مغامرة النشر الشائكة، تعول الكاتبة الناشئة على مدونتها أو حسابها على شبكات التواصل الاجتماعي “للترويج لنفسها”، أو تختار نشر نصوصها في مجلة إلكترونية.

فهل يمكن اعتبار هذا النوع من النصوص من الكتابات كتابة نسائية؟ تقول سمية نعمان جسوس: “لم لا؟، طالما أن هناك حضورا ونظرة أنثوية للذات وللعالم معبرا عنهما”.

وتضيف “إن الكتابات النسائية في الفضاء الرقمي، والتي غالبا ما تسعى إلى التعبير عن تنديد بمظاهر اللاعدل والاختلالات التي يعرفها المجتمع، تحتاج إلى أن تكون معروفة ومعترفا بها بالطريقة نفسها التي يتم بها التعرف على الكتابات المنشورة في حوامل مطبوعة. ومن ناحية أخرى، يجب على الإنتاج الأدبي والفكري النسائي أن يكون متناغما مع العصر ولا يبقى منعزلا على الورق”.

والواقع أنه سواء كانت الكتابة على الورق أو على الإنترنت، وسواء اتخذت شكل سيرة ذاتية أو قصيدة أو مقال علمي، فإنها تظل ممارسة تليق تماما بالأنثى، وبها تساهم في كتابة العالم وإعادة كتابته.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close