أكد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أن النموذج المغربي للحكامة يعتمد على رؤية بعيدة المدى تدعمها دستور يضمن استمرارية السياسات العمومية بغض النظر عن تعاقب الحكومات.
وأشار بركة، خلال مداخلته في جلسة نقاش ضمن فعاليات الدورة الـ 13 للمؤتمر الدولي السنوي “حوارات أطلسية” لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إلى الجهود المبذولة من قبل المملكة لدمج السياسات العمومية على المستوى المحلي عبر الجهوية المتقدمة، مما يتيح تنفيذاً محلياً فعالاً للمشاريع.
وأوضح الوزير أن هذا النموذج يحقق تناسقاً أفضل وفعالية أكبر في تخصيص الموارد، ويعمل على تقليص التفاوتات الاجتماعية والمجالية. وأشار إلى أن من أبرز الإنجازات التي تمثل هذه الدينامية هو “الطريق السيار للمياه” الذي نقل 1.2 مليون متر مكعب من المياه، مما ساهم في تفادي نقص حاد في المياه بالمناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل الرباط والدار البيضاء.
من جهته، شدد ماتاتا بونيو مابون، رئيس مجلس إدارة “كونغو تشالنج” بجمهورية الكونغو الديمقراطية، على أهمية القيادة في إدارة الموارد الطبيعية ومواجهة تغير المناخ. وأكد أن دول الجنوب يجب أن تتولى مسؤولية تمويل وتدبير مواردها من خلال تطوير أفكار جريئة وحلول ملائمة لواقعها، مضيفاً أن التمويل ينبغي أن يأتي من الداخل بوجود رؤية واضحة وقيادة حازمة.
في السياق ذاته، أشار مسعود أحمد، الرئيس الفخري لمركز التنمية الشاملة، إلى أن “عدم الاتساق بين الأقوال والأفعال” يشكل عائقاً أمام مكافحة تغير المناخ والتفاوت الاجتماعي. وأكد أن القمم والمؤتمرات الدولية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الفجوة بين التوصيات والتقدم الفعلي في تنفيذها.
من ناحية أخرى، تناول جواكيم ليفي، مدير الاستراتيجية الاقتصادية والعلاقات التجارية لدى “بانكو سافرا”، مسألة الانتقال إلى مصادر الطاقة المستدامة، مشيراً إلى تعقيدات التخلي عن الفحم كمصدر رئيسي للانبعاثات بسبب سلسلة القيمة المتصلة به. واقترح تقديم قروض طويلة الأمد لدعم البلدان المنتجة للفحم في تحقيق التنمية المستدامة.
تجدر الإشارة إلى أن “حوارات أطلسية” لهذا العام، المنعقدة من 12 إلى 14 ديسمبر، تناقش مجموعة من القضايا الاقتصادية والجيوسياسية المتعلقة بالأطلسي الموسع، وتتضمن حلقات نقاش وموائد مستديرة حول الدبلوماسية الثقافية، الأمن الإقليمي، البنيات التحتية الذكية، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وغيرها من القضايا العالمية الرئيسية.
فاطمة الزهراء الجلاد.
