سياسة

الجزائر تكثف تحركاتها الدبلوماسية في إفريقيا حاملة ملف الصحراء المغربية

تقوم الجزائر بتكثيف تحركاتها الدبلوماسية في القارة الإفريقية في الآونة الأخيرة، حيث أوفد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزير خارجيته، أحمد عطاف، في جولة تشمل عدة عواصم إفريقية. تأتي هذه الجولة بهدف تعديل توجهات هذه العواصم إزاء قضية الصحراء المغربية، التي تعتبرها الجزائر قضية مركزية في سياستها الخارجية.
بدأت جولة وزير الخارجية الجزائري من بوروندي، حيث التقى بالرئيس البوروندي ألبرت شينجيرو وسلمه رسالة خطية من الرئيس تبون. تناول اللقاء مناقشة عدة ملفات ذات اهتمام مشترك، وفي مقدمتها قضية الصحراء. هذه الزيارة تأتي في إطار سعي الجزائر لتعزيز دعمها الإقليمي لمواقفها في هذا النزاع المستمر منذ عقود.
الوجهة الثانية لعطاف كانت كمبالا، عاصمة أوغندا، حيث التقى بالرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني. في هذا اللقاء، سلم عطاف رسالة من الرئيس تبون وناقش الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى تطورات ملف الصحراء المغربية. تسعى الجزائر من خلال هذه الزيارة إلى كسب تأييد أوغندا لموقفها في النزاع.
استمرت الجولة بزيارة أنغولا، حيث عقد عطاف اجتماعًا مع الرئيس الأنغولي جواو لورنسو. تناول الاجتماع التنسيق القاري بين البلدين، خاصة في ظل استعداد أنغولا لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي في فبراير المقبل. تعتبر الجزائر هذه الفترة فرصة لتعزيز موقفها داخل المنظمة الإفريقية.
في أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا، التقى أحمد عطاف برئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والرئيس الإثيوبي تايي أتسكي سيلاسي. ركزت المباحثات على القضايا القارية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وكان ملف الصحراء المغربية حاضراً بقوة في النقاشات. تسعى الجزائر من خلال هذه الزيارة إلى حشد المزيد من الدعم الإفريقي لموقفها في النزاع.
تأتي هذه التحركات الجزائرية في وقت يشهد فيه ملف الصحراء المغربية تطورات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي. يعتبر عام 2024 عامًا حاسمًا في هذا النزاع، حيث أشار ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، إلى أن العام الجاري يعد “عامًا مهمًا” بفضل الزخم الذي أضفاه جلالة الملك محمد السادس على الملف.
الجزائر تسعى من خلال هذه الجولة إلى تعزيز موقفها في نزاع الصحراء، وذلك عبر كسب دعم المزيد من الدول الإفريقية لموقفها. يعتبر هذا النزاع من أبرز القضايا التي تؤثر على العلاقات الجزائرية المغربية، حيث تتباين مواقف البلدين بشكل جذري إزاء هذه القضية.
في هذا السياق، تشهد الساحة الإفريقية تنافسًا دبلوماسيًا بين الجزائر والمغرب، حيث يسعى كل طرف إلى كسب تأييد أكبر عدد ممكن من الدول الإفريقية. يبدو أن الجولة الدبلوماسية الجزائرية تأتي في هذا الإطار، محاولةً لتعزيز موقفها وكسب تأييد القارة الإفريقية لقضية تعتبرها جوهرية في سياستها الخارجية.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close