أكد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، أسامة حماد، أن ما قام به مجلس النواب والدولة في مدينة بوزنيقة يعتبر خطوة إيجابية جسدت المعنى الحقيقي لفكرة أن الحوار لا بد أن يكون ليبياً ليبياً حتى تتحقق أهدافه. ورحب حماد بمخرجات الحوار بين المجلسين، خاصة ما يتعلق بإنشاء سلطة تنفيذية جديدة مكونة من مجلس رئاسي جديد وحكومة جديدة.
تعزيز الحوار الليبي
يشير الاتفاق إلى تشكيل لجنة عمل مشتركة تتكلف بإعادة تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة وتقديم مقترحات لدعم مسار الانتخابات. ويعتبر هذا التحرك دليلاً على التزام الأطراف الليبية بالبحث عن حلول سلمية داخلية بعيداً عن التدخلات الخارجية.
لجان متعددة لتحقيق الأهداف
بحسب المادة الثانية من الاتفاق، سيتم تشكيل لجان أخرى لدعم مختلف القطاعات. من بين هذه اللجان، لجنة عمل مشتركة للحكم المحلي تهدف إلى وضع آليات شفافة لتوزيع عادل لميزانيات التنمية. وهذه الخطوة تعد مهمة لتحقيق تنمية متوازنة تشمل كافة المناطق الليبية.
الملف الأمني
فيما يخص الملف الأمني، اتفق المجلسان على تشكيل لجنة عمل مشتركة تتولى التواصل مع لجنة 5+5 العسكرية. هذه اللجنة ستعمل على الاطلاع على عمل اللجنة العسكرية والتحديات التي تواجهها لاستكمال مهامها، مما يعزز من الأمن والاستقرار في البلاد.
المناصب السيادية
من بين النقاط الهامة التي تناولها الاتفاق هو تشكيل لجنة رابعة لوضع معايير الترشح للمناصب السيادية وآليات الاختيار. هذه الخطوة تهدف إلى ضمان اختيار شخصيات كفوءة ونزيهة لتولي المناصب الحساسة في الدولة.
مكافحة الفساد
لم يغفل الاتفاق عن مشكلة الفساد المالي. فقد نص على تشكيل لجنة تختص بمتابعة ملف الأموال المهربة وغسيل الأموال واقتراح التشريعات المناسبة لمكافحتها. هذه اللجنة ستسهم في تعزيز الشفافية والنزاهة في الإدارة المالية للدولة.
دعم مسار الانتخابات
تعد الانتخابات المقبلة خطوة حاسمة في مسار العملية السياسية في ليبيا. ومن هنا تأتي أهمية المقترحات التي ستقدمها اللجنة المعنية بإعادة تشكيل السلطة التنفيذية لدعم هذا المسار وضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.
ترحيب ودعم دولي
قوبلت مخرجات حوار بوزنيقة بترحيب دولي واسع، حيث أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن دعمها لهذه الخطوات، معتبرة إياها خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في ليبيا. دعم المجتمع الدولي يعكس أهمية هذه الجهود في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
إن مخرجات حوار بوزنيقة تمثل بصيص أمل لليبيين نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا. تبقى التحديات كبيرة، لكن التزام الأطراف الليبية بالحوار والعمل المشترك يعزز من فرص نجاح هذه المبادرات وتحقيق السلام الدائم في البلاد.
فاطمة الزهراء الجلاد.