تكافؤ الفرص بين الجماهير المغربية: ازدواجية المعايير في منع الجماهير الودادية من التنقل إلى ملعب أحمد شكري (مقال رأي)
ازدواجية القرار: لماذا وُضع حاجز أمام جماهير الوداد؟
في الوقت الذي يُعتبر فيه حضور الجماهير عاملًا جوهريًا في تحفيز اللاعبين وإثراء الأجواء الرياضية، أثير الجدل عندما مُنعت جماهير الوداد الرياضي، إحدى أكثر الجماهير نشاطًا وشعبية على الصعيد الوطني والقاري، من التنقل إلى ملعب أحمد شكري لدعم فريقها. هذا القرار أثار استياء عشاق الكرة المغربية عمومًا، وجماهير الوداد بشكل خاص، لما يُعتبر ازدواجية في تطبيق القوانين والقرارات التنظيمية.
معايير غامضة
لا يمكن إنكار أن القرارات المتعلقة بمنع الجماهير من التنقل تُتخذ غالبًا بدافع ضمان الأمن والسلامة. ومع ذلك، فإن تطبيق هذه القرارات بشكل انتقائي يُثير تساؤلات مشروعة حول المعايير التي استُخدمت لتبرير منع جماهير الوداد، رغم أن نفس الملعب شهد حضور جماهير أخرى دون أية مشاكل تُذكر.
الجماهير: جزء لا يتجزأ من اللعبة
كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل هي ثقافة واحتفالية تجتمع فيها مختلف شرائح المجتمع. وجماهير الوداد، المعروفة بشغفها وانضباطها، أثبتت مرارًا قدرتها على دعم فريقها بأجواء استثنائية. منع هذه الجماهير من الحضور يشكل انتقاصًا من مبدأ العدالة الرياضية، ويحد من الأجواء التنافسية التي تجعل من البطولة الوطنية المغربية واحدة من الأفضل في القارة الإفريقية.
مطالب بتوضيحات وقرارات عادلة
يُطالب العديد من أنصار اللعبة في المغرب باتخاذ قرارات أكثر شفافية وعدالة في المستقبل. فلا يمكن أن تُحرم جماهير فريق معين من حقها في التنقل لدعم فريقها، بينما تُفتح الأبواب على مصراعيها لجماهير أخرى في نفس الظروف. إذا كان الهدف الحقيقي هو الحفاظ على النظام والأمن، فإن الحل يكمن في التنسيق الأمني والتنظيم الجيد، وليس في فرض قرارات تمنع شريحة كبيرة من عشاق اللعبة من ممارسة حقهم الطبيعي.
منع جماهير الوداد من التنقل إلى ملعب أحمد شكري يمثل نقطة سوداء في مسار الكرة الوطنية، التي تسعى لتكريس مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأطراف. يتوجب على الجهات المسؤولة إعادة النظر في مثل هذه القرارات، واتخاذ خطوات تضمن العدالة والشفافية في التعامل مع جماهير جميع الفرق دون استثناء. الكرة المغربية هي ملك لجميع المغاربة، ولا يمكن أن تزدهر إلا بروح رياضية حقيقية تعكس قيم المساواة والاحترام.