سياسة

تعزيز استراتيجي للتعاون الاقتصادي بين المغرب والسنغال

في خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، أعربت وزيرة الخارجية السنغالية، ياسين فال، يوم أمس الاثنين في الرباط، عن رغبة بلادها في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المملكة المغربية، تمهيدًا لعقد لجنة مشتركة بين البلدين في بداية عام 2025. جاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الذي عكس الإرادة المشتركة للبلدين في توثيق روابطهما الاقتصادية والسياسية. هذه الزيارة تعكس التزام البلدين بتطوير شراكات استراتيجية تساهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن التعاون بين المغرب والسنغال يشهد تطورا مستمرا، حيث تمثل هذه الزيارة خطوة جديدة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على الأصعدة الاقتصادية والثقافية والسياسية. وقد تركزت المناقشات بين وزيري الخارجية على قضايا إقليمية وأفريقية هامة، مما يعكس التوجه المتزايد نحو تحقيق استقرار إقليمي من خلال شراكات استراتيجية متعددة. في هذا السياق، اعتبرت ياسين فال أن العلاقات بين السنغال والمغرب تقوم على أسس التضامن والصداقة، مع التركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
 التوجه نحو تعزيز التعاون الاقتصادي
أكدت وزيرة الخارجية السنغالية أن الهدف من زيارتها إلى الرباط هو تعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين على مختلف الأصعدة، سواء في مجالات التجارة أو البنية التحتية أو الطاقة. وأوضحت أن السنغال تتطلع إلى فرص جديدة لتعزيز هذا التعاون في المستقبل، مشيرة إلى أن هناك إرادة مشتركة بين المغرب والسنغال لدفع العلاقات الاقتصادية إلى آفاق أوسع. وقالت ياسين فال في هذا السياق: “نحن نرغب في تعزيز التعاون الاقتصادي على عدة مستويات بما يحقق مصالح شعبينا.”
وأوضحت فال أن البلدين قد نجحا في توطيد علاقاتهما الاقتصادية على مدى السنوات الماضية، إلا أن هناك مجالات جديدة واعدة تتطلب التركيز عليها في المستقبل. وأضافت أنه في إطار هذه الزيارة، يتم التباحث حول تطوير مشاريع مشتركة تساهم في دفع عجلة التنمية في السنغال، خصوصًا في قطاع الطاقة واللوجستيات. وتعتبر السنغال أن التعاون مع المغرب في هذا المجال يمكن أن يشكل نموذجًا يحتذى به في إفريقيا.
 مشاريع استراتيجية تعزز التعاون الثنائي
من بين الموضوعات الرئيسية التي تم تناولها في الاجتماع بين ياسين فال وناصر بوريطة كان مشروع “أنبوب الغاز الأطلسي”، الذي يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الطاقي بين المغرب والسنغال. وقد وافقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS) مؤخرًا على هذا المشروع الذي يهدف إلى تسهيل نقل الغاز الطبيعي من السنغال إلى المغرب ومنه إلى الأسواق الأوروبية، ما يعزز الاستفادة من الموارد الطاقوية التي تمتلكها الدول الإفريقية.
وأكدت الوزيرة السنغالية أن مشروع أنبوب الغاز سيعود بالنفع على جميع الدول المعنية، سواء من خلال تعزيز التعاون الطاقي بين المغرب والسنغال، أو عبر تحسين الاستفادة من الموارد الطاقوية في المنطقة. وأضافت أن المغرب يعد شريكًا استراتيجيًا في هذا المشروع الضخم، مشيرة إلى أن التنسيق الوثيق بين البلدين سيساهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة.
 تعزيز التفاعل السياسي والدبلوماسي
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، أكدت ياسين فال على أهمية استمرار المحادثات المنتظمة بين القادة السياسيين في البلدين، خصوصًا في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية والأفريقية. وأضافت أن المغرب والسنغال يتشاركان في العديد من الرؤى المشتركة بشأن التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، بما في ذلك تعزيز السلام والاستقرار ومكافحة التطرف.
وأعربت وزيرة الخارجية السنغالية عن سعادتها بلقاء وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مشيرة إلى أن هناك تفاعلًا مستمرًا بين البلدين في مختلف المجالات. كما أكدت على أهمية التعاون بين البلدين في مجالات مثل التعليم والثقافة والتكنولوجيا، موضحة أن التعاون في هذه المجالات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الشعوب الإفريقية بشكل عام.
دعوة ملكية لتعزيز الروابط الأخوية
استغلت ياسين فال هذه الزيارة أيضا لدعوة وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، وجلالة الملك محمد السادس لزيارة السنغال في المستقبل القريب، مما يعكس الإرادة المشتركة لتعزيز الروابط الأخوية والاستراتيجية بين البلدين. وقالت فال: “إن هذه الدعوة هي تعبير عن التقدير الكبير الذي تكنه السنغال للمغرب، وهي خطوة نحو تعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.”
ومن المتوقع أن تسهم الزيارة المرتقبة للملك محمد السادس إلى السنغال في تعزيز الروابط الثنائية بين البلدين، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. كما أن هذه الزيارة ستفتح المجال لمناقشة عدد من المشاريع المشتركة التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار.
آفاق التعاون في المستقبل
 يعكس اللقاء بين وزيري خارجية السنغال والمغرب رغبة قوية في تعزيز التعاون الاقتصادي والدبلوماسي بين البلدين. ومن خلال هذه الزيارة، يبدو أن العلاقات بين السنغال والمغرب تتجه نحو مزيد من التوسع والتنوع، مما يعكس الطموحات المشتركة للبلدين في تعزيز استقرار القارة الإفريقية وتحقيق التنمية المستدامة. وفي ظل هذه الديناميكية الجديدة، يبقى التعاون في مجالات الطاقة، التجارة، والبنية التحتية على رأس أولويات البلدين، وهو ما يعزز من فرص نجاح هذا التعاون طويل الأمد.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close