مجتمع
وكالة بيت مال القدس الشريف تواصل التزامها بتحقيق المشاريع رغم التحديات الأمنية
في إطار جهودها المستمرة لدعم مدينة القدس والمساهمة في تنمية مؤسساتها، عقد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، يوم الأربعاء في الرباط، ندوة صحافية استعرض خلالها حصيلة أعمال الوكالة لعام 2024. ورغم الصعوبات الأمنية التي تعيشها القدس، أكدت الوكالة استمرارها في إنجاز برامجها ومشاريعها الميدانية من خلال فريق مكون من مغاربة وفلسطينيين، موفرة دعماً حيوياً للسكان الفلسطينيين.
وأشار الشرقاوي إلى أن الوكالة التزمت بكافة تعهداتها، حيث تم إنجاز البرامج والمشاريع في حدود الميزانية المتاحة التي تبلغ 4.2 مليون دولار أمريكي. وأكد أن التقارير المنتظمة التي يصدرها مرصد “الرِّباط” التابع للوكالة، ساعدت في تقييم الوضع الاقتصادي والاجتماعي في القدس، مما مكن الوكالة من تحديد أولوياتها وتوجيه الدعم للمجالات الأكثر حاجة.
وأوضح الشرقاوي أن القطاع الاجتماعي والتنمية البشرية استحوذ على 35% من حجم الإنفاق على المشاريع لعام 2024، وذلك لدعم الفئات الفلسطينية التي تأثرت بشكل كبير من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، بما في ذلك فقدان العمل بسبب تسريح العمال العرب من سوق العمل الإسرائيلي، وصعوبة حركة الأشخاص والبضائع، فضلاً عن تداعيات الحرب على غزة.
كما لفت الشرقاوي إلى أن المؤشرات السلبية التي تم تسجيلها في القدس تشير إلى استمرار التأثيرات السلبية على حياة الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة. وعبّر عن قلقه من زيادة الطلب على الخدمات الصحية في المؤسسات الاستشفائية في القدس والضفة الغربية في حال تم فتح المعابر أمام الفلسطينيين من غزة، إضافة إلى الضغط المتوقع على النظام التعليمي الفلسطيني.
وبالنسبة لقطاعات التجارة والسياحة، شدد الشرقاوي على ضرورة وضع خطة خاصة لإعادة الإنعاش، لتقليص معدلات البطالة المرتفعة، وذلك بالتوازي مع الحاجة إلى المزيد من الدعم الاجتماعي لمواجهة الزيادة المستمرة في تكاليف المعيشة.
وفيما يخص استراتيجية الوكالة لعام 2024، أشار الشرقاوي إلى أنها تم تصميمها وفقاً للواقعية والحكمة اللازمة لمواجهة التحديات الراهنة، مع الحفاظ على حجم الإمكانيات المتاحة. وذكر أن قضية القدس وفلسطين كانت حاضرة بقوة في خطاب العرش لعام 2024، حيث أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس على مركزية هذه القضية في أولويات المغرب، بوصفه رئيساً للجنة القدس وأميراً للمؤمنين.
كما أعرب الشرقاوي عن تقديره العميق لالتفاف المغاربة حول وكالة بيت مال القدس الشريف، واعتبر هذا الدعم تجسيداً للالتزام التاريخي من أجل الدفاع عن المدينة المقدسة وحماية مقدساتها.
وفي سياق آخر، كشف الشرقاوي أن المملكة المغربية خصصت هذا العام حوالي 7 مليون دولار أمريكي لدعم ميزانية الوكالة، شملت مساهمات من الدولة والمؤسسات العامة والخاصة، بالإضافة إلى تبرعات الأفراد المغاربة. وأكد أن التقارير السنوية للصرف والمحاسبة يتم تدقيقها بانتظام من مكاتب محاسبة خارجية، ويتم نشرها على الموقع الرسمي للوكالة لضمان الشفافية في استخدام الأموال.
وأعلن الشرقاوي أن الوكالة ستواصل جهودها في تنويع مصادر تمويلها من خلال شراكات جديدة مع المؤسسات العامة والجمعيات، بهدف تلبية احتياجات القدس وسكانها. كما ستواصل الوكالة تعزيز إدارتها وتنفيذ استراتيجيتها الرقمية بين 2024 و2027، مع التركيز على تطبيق معايير الجودة العالمية، وقد حصلت هذا العام على شهادتين جديدتين هما شهادة الأيزو (27001) لأمن المعلومات، وشهادة الأيزو (14001) لنظام إدارة البيئة.
وفي ختام الندوة، تم عرض فيلم قصير بعنوان “معهم في الشدائد كما في أيام الرخاء”، الذي أبرز أبرز إنجازات الوكالة لعام 2024، بالإضافة إلى عرض لمحة عن مشروع “هيا” الذي يهدف إلى الترويج للتراث الثقافي للقدس، وخصوصاً للأطفال واليافعين.
فاطمة الزهراء الجلاد.