كشف تقرير حديث نشر على موقع “فورتي فايف” المتخصص في السياسة الخارجية والأمن القومي عن أهمية التدخل الأمريكي لحل النزاع حول الصحراء المغربية، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية المقبلة لديها فرصة تاريخية لتعزيز موقع الولايات المتحدة عالميا من خلال حل هذا النزاع.
حمل التقرير عنوان “كسر الجمود.. إطار استراتيجي لحل نزاع الصحراء”، وهو من إعداد أمين الغلولي، الباحث في الجغرافيا السياسية والأمنية بجامعة كينغز كوليدج البريطانية. يبرز التقرير أن حل النزاع سيحقق للولايات المتحدة ثلاث مصالح حيوية وهي :
أولا: الحد من النفوذ الصيني:
يمثل حل النزاع فرصة للحد من توسع النفوذ الصيني في منطقة استراتيجية تربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
ثانيا: تعزيز القيادة الأمريكية:
يثبت قدرة الولايات المتحدة على قيادة الحلول في المناطق المتنازع عليها.
ثالثا: تقوية العلاقات مع الشركاء:
يعزز العلاقات مع شركاء موثوقين مثل المغرب، فرنسا، وإسبانيا.
وقد حذر التقرير من التباطؤ في اتخاذ خطوات حاسمة، حيث قد يمنح ذلك الصين وإيران فرصة لتوسيع نفوذهما في المنطقة، مما يشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية. وأشار إلى أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء أحدث تحولا جذريا في مسار حل النزاع، مؤكدا أن توافق فرنسا وإسبانيا حول مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل وحيد للنزاع، يعزز من فرص إنهائه.
انتقد التقرير الآليات متعددة الأطراف الحالية مثل بعثة المينورسو، واصفا إياها بأنها تعيق التقدم وتستهلك موارد كبيرة دون نتائج ملموسة. ودعا إلى استبدالها بآليات ثنائية بقيادة أمريكية تركز على التعاون الاقتصادي والأمني مع المغرب.
التحديات والفرص الاقتصادية:
سلط التقرير الضوء على الإمكانيات الاقتصادية الكبيرة للصحراء المغربية التي لا تزال غير مستغلة بشكل كاف، مع التنافس العالمي على مشاريع البنية التحتية المغربية. وأشار إلى تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة عبر علاقاته مع جبهة البوليساريو، مما يزيد من تعقيد النزاع ويستدعي تدخلا أمريكيا عاجلا لحماية مصالحها ومصالح حلفائها.
وأكد التقرير أن اللحظة الحالية تمثل فرصة نادرة يجب استغلالها عبر تبني خطوات عملية وسريعة لحل النزاع، مما يعزز القيادة الأمريكية عالميا ويوفر أساسا لاستقرار دائم في المنطقة.
فاطمة الزهراء الجلاد.
